إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح كتاب الآجرومية
154449 مشاهدة print word pdf
line-top
النوع الرابع والخامس: المنادى المضاف والشبيه بالمضاف

...............................................................................


النوع الرابع: المضاف. المضاف هو: الذي يضاف كلمة إلى كلمة، ومنه الأسماء المعبدة فإنها منصوبة. فأنت إذا دعوتها؛ إذا دعوت المعبد نصبت الأول فتقول: يا عبدَ الله ولو كنت تقصد رجلا معينا، يا عبدَ العزيز، يا عبدَ الرحمن، يا عبدَ الكريم، يا عبدَ اللطيف، ولا تقل: يا عبدُ الله. من قال ذلك فقد لحن؛ ذلك لأن هذا مركب يعني المضاف والمضاف إليه اعتبر ككلمة واحدة، فناسب أن المضاف الأول المنادى ينصب ويكون الذي أضيف إليه مجرورا بالإضافة. ومثله أيضا الذي إضافته غير لازمة نحو: يا غلامَ زيد، يا صاحبَ البيت. هذا أيضا شبيه بالمضاف.
ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث جمع بين العلم وبين المضاف في كلمة واحدة. فيرفع العلم وينصب شبيه المضاف. هذا هو الصحيح. في الحديث الذي ذكرنا أنه عليه السلام قال: يا عباسُ بنَ عبد المطلب يا عباسُ مبني على الضم، ابْنَ منصوب لأنه شبيه بالمضاف، ابنَ عبد المطلب يا صفيةُ عمةَ رسول الله لا تقل: عمةُ، وذلك لأن صفية اسم علم منادى وعمة مضاف؛ فتقول يا صفيةُ عمةَ رسول الله. يا فاطمةُ بنتَ محمد ولا تقل: بنتُ؛ وذلك لأنه شبيه بالمضاف، فالأول اسم علم يا فاطمةُ والثاني شبيه بالمضاف.
ولو قلت مثلا: يا طالعا جبلا؛ هنا أيضا شبيه بالمضاف، لأنه لا بد أن تكون الكلمتان مجتمعتين. لو قلت: يا طالع؛ وأنت تقصد شخصا لضممته. وإذا كنت تقصد غير معين قلت: يا طالعا. كما تقول يا طائعا ربه، أو يا عابدا لله. فمثل هذا شبيه بالمضاف. فالمضاف مثل: يا غلامَ زيد، يا عبدَ الله، يا صاحبَ البعير، يا قائدَ السيارة، وما أشبهها. وأما غير الشبيه بالمضاف مثل: يا بنتَ رسول الله، يا عمةَ رسول الله، يا بنتَ محمد فهذا يقال له شبيه بالمضاف، فهو منصوب منون.

line-bottom