إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
129710 مشاهدة print word pdf
line-top
المفاضلة بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

وزوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهن لهن فضل ولكن أفضلهن خديجة وعائشة، واختلف العلماء: أيتهما أفضل؟ فالرافضة يفضلون خديجة لأنها أم فاطمة ويغالون بمدحها, ولكن أهل السنة يقولون: إن خديجة وعائشة متساويتان في الفضل، فخديجة لها ميزة وهي أنها هي السابقة، وهي التي أيدت النبي صلى الله عليه وسلم، وأول مَن آمن من النساء، وكانت تشجعه على الدعوة، وكانت تهدّئه وتسكن روعه، وتَعده بالخير، وآسته بنفسها ومالها، ورزق منها أولادًا ولم يتزوج عليها في حياتها، ففضلت بهذه المميزات.
وعائشة أيضًا لها ميزات كثيرة، فلو لم يكن من ميزاتها إلا أن الله تعالى أنزل عذرها في القرآن، وطهرها مما رماها به أهل الإفك في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ (النور:11) ثماني عشرة آية نزلت في عائشة برأتها مما قيل فيها.
أما فضائلها الأخرى فلا تحصى فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها، جاء إليه عمرو بن العاص فقال: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة, قال: فمِن الرجال؟ قال: أبوها وقال صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وحملت عنه علمًا جمًّا، فهي أكثر نسائه حديثًا.
وكان يخبر بأن الوحي لا ينزل عليه في حجر امرأة إلا في حجرها، وكان يحب وهو في مرض موته أن يُمرَّض في بيتها، ولما رأى زوجاته أنه سأل: (أين أنا؟) قلن له: لك أن تسكن حيث شئت ، واستقر في بيت عائشة وتوفي وهو في حجرها ، تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي والحاقنة: الترقوة، يعني: أنها كانت مسندة له، ودفن في بيتها، وتميزت بأنها بنت الصديق الذي هو أول مًن آمن من الرجال، والذي استخلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة ، فلها هذه الميزات، ومع ما لها من فضائل فإن الرافضة يسبونها سبًّا شنيعًا!! .
ثم ذكر فضل معاوية وسبب ذلك أن الرافضة والزيدية يطعنون فيه ، وقد أثنى العلماء عليه وذكروا له منزلة رفيعة، فمنها أنه لما أسلم اتخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - كاتبًا للوحي بطلب من أبيه، فكان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وائتمنه على ذلك حتى توفي وهو كاتب له، لم ينتقد عليه شيئًا، فهذه من ميزاته أنه من كتّاب الوحي.
وهو خال المؤمنين لأنه أخ لإحدى أمهات المؤمنين وهي أم حبيبة بنت أبي سفيان وهي التي تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن مات زوجها في الحبشة وكانت من المسلمات الأوائل، وكانت من المهاجرات إلى الحبشة أسلمت وأبوها مع ذلك قائد من قوات المشركين ، ثم إن الله تعالى هدى أبا سفيان فأسلم وصار يقاتل في سبيل الله، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعلني أميرًا أقاتل المشركين كما كنت أقاتل المسلمين, فالتزم بذلك وبدأ يقاتل المشركين في الشام وفقئت عينه وهو يقاتل في سبيل الله، ثم فقئت عينه الأخرى وهو في سبيل الله فحاز بذلك هذه الفضيلة.
ومعاوية أيضًا كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كاتبًا له، وبعد ذلك كان أميرًا على جيش من الجيوش في الشام في عهد عمر هو وأخوه يزيد بن أبي سفيان وبعد أن مات أخوه يزيد ولاه عمر قيادة الجيوش بالشام وأحبه أهل الشام لما رأوا له سيرة حسنة ، فلما جاءهم خبر قتل عثمان استاؤوا كثيرًا، وحزنوا على عثمان حزنًا شديدًا وأخذوا على أنفسهم أن يبذلوا في نصره وفي قتال من قتله المهج والأرواح، فأوفوا بذلك كما هو معروف، وأطاعوا معاوية طاعة تامة حتى نصروه إلى أن أصبح خليفة وأميرًا للمؤمنين كما هو الواقع.

line-bottom