الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
موقف الأشاعرة من رؤية المؤمنين الله في الآخرة
أما الأشاعرة فيتظاهرون بأنهم من أهل السنة، وبأنهم من أتباع الأئمة الأربعة، فمنهم شافعية، ومالكية، وحنفية، وحنابلة، ولا يقدرون أن يصرحوا بالإنكار؛ لأن الشافعية قد اشتهر عن إمامهم أنه أثبت الرؤية وصرح بها، فلا يقدرون على إنكارها، فيثبتون الرؤية، ولكن ليس الرؤية التي هي رؤية الأبصار، إنما يفسرونها بالتجليات التي تتجلى للقلوب، وبالمكاشفات التي تنكشف في الجنة لهم، فيظهر لهم منها يقين وعلم بما كانوا جاهلين، به، وهذا بلا شك قول باطل وإنكار للحقائق ، فتجدهم يثبتون الرؤية، ويقررونها في تفاسيرهم على هذا التأويل الباطل.
حتى أكابر الأشاعرة كالرازي اسم> وأبي السعود اسم> والبيضاوي اسم> ونحوهم، عندما تكلموا على هذه الآية: رسم> وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قرآن> رسم> (القيامة:22-23 ) آية> قالوا: يرى لا في جهة؛ لأننا ننفي الجهة، يرى بلا مقابلة ، أو الرؤية بالتجليات أو المكاشفات.
فأثبتوا الاسم ولكن لم يثبتوا الحقيقة التي هي رؤية أهل الجنة لربهم رأس> كما ثبت في الأحاديث كقوله : رسم> إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته متن_ح> رسم> فإن ظاهر الأحاديث أنها رؤية بالأبصار، ونظر إلى وجه ربهم تعالى كما يشاء، فلا يُلتفت إلى إنكار المنكرين مع ورود مثل هذه الأدلة التي لا يجوز ردها ولا التكلف في تأويلها.
مسألة>