الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
الشهادة بالنار لا تجوز إلا لمن ورد فيه النص
وكذلك أيضا قال النبي صلى الله عليه وسلم: رسم> إن الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم متن_ح> رسم> فهذه أيضًا شهادة لأهل بدر اسم> وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر ، وأهل بيعة الرضوان ألف وأربعمائة وزيادة ، كل هؤلاء زكاهم الله تعالى، وزكاهم النبي صلى الله عليه وسلم.
وهناك أيضًا التزكية العامة في قوله تعالى رسم> وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ قرآن> رسم> (التوبة:100) آية> فهذه الآية دخل فيها ثلاثة أقسام من الصحابة: المهاجرون، والأنصار، والذين جاءوا من بعدهم واتبعوهم بإحسان - دخلوا في هذا الوعد، والله تعالى لا يخلف وعده ، هذا فيما يتعلق بالشهادة بالجنّة لمن شهد له الله أو شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم -. رأس>
أما الشهادة بالنار لمعين؛ فلا تجوز أيضًا إلا لمن ورد فيه النص، فقد ورد النص مثلاً في أبي لهب اسم> رسم> سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ قرآن> رسم> (المسد:3) آية> وكذلك في أبي جهل اسم> لما قتل أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يوبخه هو ومن معه ويقول: رسم> هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقَّا متن_ح> رسم> وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في أبي طالب اسم> رسم> أنه في ضحضاح من نار رسم> والحاصل أن من ورد النص بأنه من أهل النار يُشهد له بذلك.
وأما الذين معهم معاص وذنوب ، ولكن تلك الذنوب لا تصل إلى حد الكفر ، فإننا لا نكفرهم بهذه الذنوب - كما تقدم - ولا نخرجهم من الإسلام بذنوبهم، بل نخاف على المذنب - ونقول: هؤلاء يخاف عليهم من الذنوب- ولو كانت من الصغائر، ونرجو للمحسنين - ولو كان معهم سيئات، ونخاف على المذنبين - ولو كان لهم حسنات, وخوفنا ورجاؤنا لا نحققه؛ فلا نجزم بأن هذا من أهل النار لأنه عمل هذه السيئات، ولا نجزم بأن هذا من أهل الجنّة لأنه عمل هذه الصالحات، بل الحسنات والسيئات من أسباب دخول الجنّة أو دخول النار.
مسألة>