شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
تفاسير سور من القرآن
74027 مشاهدة
تفسير قوله تعالى: إنما النسيء زيادة في الكفر

...............................................................................


.. بهمزة محققة، وقرأه ورش وحده عن نافع إِنَّمَا النَّسِيُّ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ بياء مشددة، وما زعمه بعضهم وقال به ابن جرير من أن قراءة ورش هذه عن نافع غلط، خلاف التحقيق؛ بل هي قراءة سبعية صحيحة لا كلام فيها.
قرأ بها ورش عن نافع إِنَّمَا النَّسِي زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ أبدلت فيه الهمزة ياء، ثم أدغمت الياء في الياء، كما يقرأ بعض القراء: النبيء بالهمزة، وبعضهم يقرأ: النبيُّ بتشديد الياء .
وقرأ قوله: يَضِل به الذين كفروا، قرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة عن عاصم يَضِل به الذين كفروا بفتح الياء وكسر الضاد مضارع ضل يضل مجردا لازما.
وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا بضم الياء وفتح الضاد مبنيا للمفعول. أما قراءة يَضَل به الذين كفروا، و يُضِل به الذين كفروا فليستا سبعيتين .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو زين لهم سوء وعملهم بإبدال الهمزة الثانية واوا، وقرأه غيرهم من السبعة سُوءُ أَعْمَالِهِمْ بتحقيق الهمزة الثانية، هذه هي القراءة السبعية في الآية .