تفاسير سور من القرآن
تفسير قوله: قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ
...............................................................................
رسم> قُلْ قرآن> رسم> لهم يا نبي الله: هي ليست بحرام أبدا، وليست بمحرمات البتة.
رسم> هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا قرآن> رسم> حلال مباحة. وقوله: رسم> هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا قرآن> رسم> غير خالصة فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ أي غير مختصين بها بل يشاركهم فيها الكفار، ونصيب الكفار فيها كثير، كما قال تعالى: وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وفي القراءة الأخرى رسم> لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قرآن> رسم> الآية.
قال بعض العلماء: بينت هذه الآية أن سبب خلق الزينة والطيبات من الرزق أن الله خلقها في الدنيا لخصوص المؤمنين، إلا أنه رزق منها الكفار تبعا للمؤمنين؛ لأن الدنيا متاع يأكل منه البر والفاجر؛ فتلك الزينة وطيبات الرزق في الدنيا يشترك فيها البر والفاجر، ويأكل منها المسلم والكافر.
لكنها يوم القيامة تبقى خالصة للمؤمنين، لا يشاركهم فيها كافر أبدا، ولذا قال: رسم> هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قرآن> رسم> ؛ أي ويشترك معهم فيها الكفار في حال كونها رسم> خَالِصَةً قرآن> رسم> لهم رسم> يَوْمَ الْقِيَامَةِ قرآن> رسم> لا يشاركهم فيها أحد؛ لأن يوم القيامة لا يجد الزينة ولا الرزق الطيب إلا المؤمنون خاصة.أما الكفار فلا زينة لهم، ولا رزق طيب.
وعلى قراءة الجمهور فخالصةً حال، وعلى قراءة نافع اسم> خالصةٌ بالرفع، فهي خبر بعد خبر. رسم> هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا قرآن> رسم> الجار والمجرور في رسم> لِلَّذِينَ آمَنُوا قرآن> رسم> خبر، وخالصةٌ خبر آخر. وعلى قراءة الجمهور فخالصةً حال، وعامله الكون والاستقرار الذي يتعلق بالجار والمجرور رسم> هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا قرآن> رسم> كائنة مستقرة رسم> لِلَّذِينَ آمَنُوا قرآن> رسم> في حال كونها رسم> خَالِصَةً قرآن> رسم> لهم وحدهم رسم> يَوْمَ الْقِيَامَةِ قرآن> رسم> وهذا التفسير هو الصحيح الذي عليه الجمهور.
ومعناه أن الزينة والطيبات من الرزق في دار الدنيا يشترك فيها البر والفاجر، والمؤمن والكافر، وأنها في الآخرة تكون خالصة للمؤمنين، لا يشاركهم فيها أحد إذ لا يجد الزينة والرزق الطيب في القيامة إلا المؤمنون خاصة؛ ولذا لم يذكر خلوصها لهم في الدنيا لاشتراك الكفار معهم، وصرح بكونها خالصة لهم في خصوص الآخرة.
وهنالك تفسير غير ظاهر قال به جماعات من علماء التفسير، أن معنى كونها خالصة للمؤمنين -أن الله ينعمهم بها في الدنيا، وينعمهم في الآخرة أيضا، ولم يحسبها عليهم، ولم ينقص أجورهم بتلك اللذات والطيبات من الرزق التي أكلوها في الدنيا، وهذا مستبعد.
والقول الأول هو الذي عليه الجمهور هو معنى الآية إن شاء الله. وهذا معنى قوله: رسم> هِيَ قرآن> رسم> ؛ أي الطيبات من الرزق، والزينة للذين آمنوا في الحياة الدنيا؛ أي ويشاركهم فيها غيرهم من الكفار، لكنها يوم القيامة خالصة للمؤمنين لا يشاركهم فيها أحد.
ويوضح هذا أن نبي الله إبراهيم اسم> عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما قال الله له: رسم> وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قرآن> رسم> فلما قال الله له: رسم> إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قرآن> رسم> طلب الإمامة لذريته رسم> قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قرآن> رسم> فبين له الله أن الظالمين من ذريته غير المستقيمين المطيعين لا يعهد الله لهم بالإمامة؛ لأنهم لا يستحقونها.
حيث قال مجيبا له: رسم> قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ قرآن> رسم> ؛ فعرف إبراهيم اسم> أن ربه كأنه لامه في الجملة؛ حيث طلب الإمامة لناس منهم من لا يصلح لها؛ كما قال الله لإبراهيم اسم> وإسحاق اسم> رسم> وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ قرآن> رسم> .
ثم بعد ذلك لما عرض إبراهيم اسم> طلب الرزق خصه بالمؤمنين خوف أن يلام كالملامة الأولى، وقال: رسم> رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ قرآن> رسم> ثم قيد وقال: رسم> مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قرآن> رسم> فربه قال له: هذه في الدنيا لا تحتاج إلى القيد رسم> قَالَ وَمَنْ كَفَرَ قرآن> رسم> فيأكل من الدنيا أيضا مع المؤمن، رسم> فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ قرآن> رسم> وهذا معنى قوله: رسم> خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ قرآن> رسم> .
رسم> يَوْمَ الْقِيَامَةِ قرآن> رسم> إنما سمي رسم> يَوْمَ الْقِيَامَةِ قرآن> رسم> ؛ لأنه يوم يقوم فيه جميع الخلائق بين جبار السماوات....
مسألة>