من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
تفاسير سور من القرآن
92444 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى

...............................................................................


وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ الغمام هو السحاب، وهو وعاء الماء. قالوا: وهو سحاب أبيض رقيق يظللهم الله به، ويقيهم حر الشمس. وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى أكثر المفسرين على أن الْمَنَّ هو الطرنجبين. والطرنجبين شيء يشبه العسل الأبيض ينزل كنزول الندى والثلج، ثم يجتمع كثيرا. لونه أبيض وطعمه طعم العسل؛ فهو عسل أبيض، أو شيء يشبه العسل الأبيض، بالغ في الحلاوة واللذاذة.
وقال بعض العلماء: الْمَنَّ أعم من هذا، واستدلوا بحديث الصحيحين الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين وفي بعض رواياته: من المن الذي أنزل على موسى جاءت في بعض روايات الحديث.
فبعض العلماء يقول: الظاهر أن الْمَنَّ كان أعم من الطرنجبين. وأكثر علماء التفسير يقولون: هو الطرنجبين. والحديث على نوع التشبيه، وظاهر حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الكمأة من ذلك المن الذي أنزل إليهم.
وقوله: وَالسَّلْوَى التحقيق أن المراد بالسلوى طائر، وعليه جماعة المفسرين. قال بعض العلماء: هو طائر يشبه السمانى. وقال بعض العلماء: هو السمانى بعينه، وهو طائر. فالطرنجبين شبه الشراب والفاكهة، والسمانى لحم طير لذيذ، فهو أكل ذو غذاء عظيم لذيذ.
أما تفسير وَالسَّلْوَى بالعسل؛ فقوم زعموا أن العرب لا تطلق وَالسَّلْوَى على العسل، والتحقيق خلاف هذا، وأن إطلاق وَالسَّلْوَى على العسل إطلاق صحيح معروف في كلام العرب، إلا أنه صحيح في العربية وليس صحيحا في التفسير؛ فإن المراد بالسلوى في الآية ليس العسل، وإن كانت وَالسَّلْوَى تطلق على العسل إطلاقا صحيحا معروفا.
ومنه قول الهذلي
وقاسمتها باللـه جهــدا لأنتــم
ألذ من السلـوى إذا مـا نشورهــا
والسلوى العسل، ونشورها نستخرجها، والشور استخراج العسل خاصة. هذا معنى قوله: وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى .

line-bottom