لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
تفاسير سور من القرآن
72012 مشاهدة
تفسير قوله: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ

قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ .


قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ قرأ هذه الحرف عامة القراء ما عدا نافعا قارئ أهل المدينة خَالِصَةً بنصب التاء، وقرأه نافع وحده خالصةٌ بضم التاء.
ومعنى الآية الكريمة أن الكفار لما حرموا على أنفسهم لبس الثياب في الطواف، وطافوا بالبيت عراة، وحرموا على أنفسهم أيام الموسم أكل الودك والسمن، وشرب اللبن، وأكل اللحوم.
قال الله جل وعلا موبخا مقرعا للذين يتعدون عليه ويحرمون ما لم يحرم: قُلْ يا نبي الله لهؤلاء الكفرة الجهلة الذين حرموا لبس الزينة عند الطواف، وحرموا أكل المذكورات وشربها في الموسم حال التلبس بالإحرام. مَنْ هو الذي حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ .
وهي اللباس الذي يستر العورة؛ لأنه لا حالة أقبح من أن يكون الإنسان بادي الفرج عاري العورة، هذا في غاية القبح. أما إن أعطاه الله ثيابا فجمل بها ظاهره، وستر بها قبحه وعوره، هذه زينة الله التي أخرجها لخلقه.
مَنْ هو الذي حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ كلبس اللباس الذي يجمع بين ستر العورة والتجمل عند الطواف وفي غيره. مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ أخرجها؛ أي أظهرها وأبرزها من العدم إلى الوجود بأن خلقها، ويسر أسباب تناولها؛ حتى صارت في متناولهم.
وحرم وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ الطَّيِّبَاتِ التي أحلها الله وطيبها كالودك حالة الإحرام، واللبن واللحم ونحو ذلك، من هو الذي حرم عليكم هذه المحرمات، والطيبات من الرزق. والله جل وعلا يشدد النكير على من حرم ما لم يحرم.
والآيات الدالة على ذلك كثيرة كقوله: قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ والآيات في مثل هذا كثيرة جدا.
فلما قال الله لنبيه: قل لهم يا نبي الله لهؤلاء المحرمين ما أحل الله: مَنْ هو الذي حرم هذا؟ وعلم أنه لا جواب لهم أمره بالجواب الصحيح، وهو قوله: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ .