تفاسير سور من القرآن
تفسير قوله تعالى: قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
...............................................................................
رسم> وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قرآن> رسم> ماذا قال هود اسم> ؟
قال دعوة الرسل التي جاءوا بها كلهم، وهي عبادة الله وحده؛ فهم متفقون على رفع راية واحدة، وهي الدعاء إلى أن يعبد الله وحده ويخلص له في توحيده؛ فهذه دعوة الرسل التي دعوا بها عامة، وهي التي فيها المعارك بينهم وبين أممهم، والقرآن بين ذلك جملة وتفصيلا.
أما بيانه بالتفصيل كقوله: رسم> لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ قرآن> رسم> ماذا قال نوح اسم> ؟ قال: رسم> يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> رسم> وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قرآن> رسم> ماذا قال هود اسم> ؟ رسم> قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> رسم> وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قرآن> رسم> ماذا قال صالح اسم> ؟ رسم> قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> وهكذا في جميع الرسل.
ومن الأدلة العامة المبينة لذلك قوله تعالى: رسم> وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ قرآن> رسم> رسم> وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ قرآن> رسم> وفي قراءة أخرى نوحي إليه رسم> أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ قرآن> رسم> رسم> وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ قرآن> رسم> .
فإخلاص العبادة لخالق السماوات والأرض هو دعوة الرسل التي دعوا بها كلهم عليهم صلوات الله وسلامه، ولذا أمر نبينا صلى الله عليه وسلم في سورة الأنبياء أن يقول: إنه لم يوح إليه شيء إلا عبادة الله وحده وإفراده بالعبادة في قوله: رسم> قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ قرآن> رسم> .
و رسم> إِنَّمَا قرآن> رسم> من صيغ الحصر كما هو مقرر في المعاني في مبحث القصر، وفي الأصول في مبحث العام؛ لأن كلمة: لا إله إلا الله هي التي قامت عليها السماوات والأرض، وهي المتضمنة توحيد العبادة بنفيها وإثباتها؛ فنفيها يتضمن خلع جميع أنواع المعبودات غير الله في جميع العبادات، وإثباتها يتضمن إفراده جل وعلا بالعبادة دون غيره، وهذا معنى قولهم: لا إله نفي، إلا الله إثبات.
وهذه الكلمة الشريفة التي قامت عليها السماوات والأرض، وخلقت من أجلها الجنة والنار هي التي جاء بها جميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم؛ ولذا قال: رسم> وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> .
قد بينا معنى هذه الجملة والقراءات فيها في قضية نوح اسم> ومعنى الكلمتين واحد لا فرق بينهما رسم> مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> إلا أن نوحا اسم> قال لقومه: رسم> إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قرآن> رسم> وهودا اسم> قال لقومه: رسم> أَفَلَا تَتَّقُونَ قرآن> رسم> يعني أتكفرون بالله فلا تتقونه؟ فلا تتقون بينكم وبينه وقاية تقيكم من سخطه وعذابه هي امتثال أمره واجتناب نهيه.
مسألة>