تفاسير سور من القرآن
تفسير قوله: قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ
...............................................................................
ثم قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
في هذا الحرف ثلاث قراءات سبعيات: قرأه ابن عامر اسم> وحده: قليلا ما يتذكرون بزيادة ياء، وقرأه حمزة اسم> والكسائي اسم> وحفص اسم> عن عاصم اسم> رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وقرأه بقية القراء السبعة وهم نافع اسم> وابن كثير اسم> وأبو عمرو اسم> وأبو بكر وهو شعبة اسم> عن عاصم اسم> قرأوا: قليلا ما تذَّكرون بتشديد الذال.
فعلى قراءة رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وقوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وزعمت جماعة من علماء العربية أن العرب الذي نزل القرآن بلغتهم يطلقون القلة ويريدون بها العدم المحض. يقولون: مررت بأرض قليل بها الكراث والبصل؛ يعنون لا كراث فيها ولا بصل، وهذا أسلوب معروف منه قول غيلان ذي الرمة اسم>
أنيخت فـألقـت بلـدة فـوق بلـدة | قليل بهـا الأصـوات إلا بغامهــا |
ومنه قول الطرماح بن حكيم اسم> يمدح يزيد بن المهلب اسم>
أشــم نــدي كثــير النــوادي | قليـل المثــالــب والقـادحـــة |
وهذا معروف، ومنه في كلام العرب قوله:
فما بـات لـو ردت علينـا تحيــة | قليلا لـدي من يعـرف الحـق عابهـا |
وظاهر القرآن هو الأول أنهم يتذكرون تذكرا قليلا لا يجدي، ولو تذكروا وآمنوا ببعض لا ينفعهم ذلك؛ كما قال تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وهذا معنى قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وآية الأنعام هذه رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
والقرينة على أن هناك لام التوطئة محذوفة أنه لو كان شرطا محضا خاليا من قسم لقال: وإن أطعتموهم فإنكم لمشركون؛ لأن جواب الشرط إذا كان ليس يصلح فعلا للشرط وجب اقترانه بالفاء كما هو معروف في علم العربية.
فلو لم يكن هنالك قسم مقدر لقال: وإن أطعتموهم فإنكم لمشركون، والتحقيق أن القرآن ليس فيه حذف الفاء في جملة جزاء الشرط إذا كانت جملة اسمية أو طلبية أو غير ذلك من الجمل التي لا تصلح أن تكون فعلا للشرط.
وما زعموا من أن قراءة نافع اسم> في سورة الشورى وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ، فإن المصحف الكبير الذي بقي في المدينة اسم> عند عثمان بن عفان اسم> رضي الله عنه فيه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ َبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ بلا فاء.
والمصاحف التي أرسلت للعراق اسم> وغيره فيها الفاء رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
والحق أن آية الشورى هذه لا حجة فيها؛ لأن لفظة ما على قراءة نافع اسم> ابن عامر اسم> -أن ما موصولة لا شرطية، والمعنى والذي أصابكم من مصيبة هو كائن بما كسبت أيديكم، فلا شرط فيه أصلا على قراءة نافع اسم> وابن كثير اسم>
والمقرر في علم القراءات وعلوم القرآن أن القراءتين كالآيتين تكون هذه القراءة لها معنى وهذه لها معنى، فلا مانع من أن تكون ما على قراءة الجمهور شرطية فجيء بالفاء، وعلى قراءة نافع اسم> وابن كثير اسم> موصولة فلم يحتج إلى الفاء. وهذا معنى قوله جل وعلا: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
مسألة>