شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
تفاسير سور من القرآن
72016 مشاهدة
تفسير قوله: كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

...............................................................................


الذي فصلنا لكم فيه الحلال والحرام، وبينا لكم فيه حرمة كشف العورات، ولزوم سترها وأخذ الزينة، وأنه لا يحرم أحد ما أحله الله كهذا البيان الواضح لهذه الأحكام. نبين الآيات دائما في هذا القرآن لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ والبيان عام، ولكنه خص به القوم الذين يعلمون؛ لأن أهل العلم الذين يعلمون هم الذين يفهمون عن الله هذا البيان. أما الجهلة فلا يفهمون شيئا، ومن لا ينتفع بالشيء فكأنه لم يتوجه إليه.
ونظير هذا كثير في القرآن، يخص الله به الحكم المنتفع به، مع أن الحكم أصله عام؛ كقوله: إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ؛ مع أنه في الحقيقة منذر الأسود والأحمر، إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وهو منذر للأسود والأحمر، فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ؛ لأن الذي يخاف الوعيد هو المنتفع به مع أن التذكير بالقرآن عام.
وهذا كثير في القرآن أن يخص الحكم بالمنتفع به دون غيره. وذلك هو معنى قوله: كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ اقرأ الآيات.