تفاسير سور من القرآن
تفسير الحرج بالشك
...............................................................................
وروي هنا عن جماعة من كبار المفسرين أن الحرج في هذه الآية الشك؛ أي فلا يكن في صدرك شك من أنه منزل من الله جل وعلا.
وعلى هذا فالآية كقوله: رسم> فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ قرآن> رسم> ؛ أي من الشاكين، وقوله: رسم> فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ قرآن> رسم> .
وتفسير الحرج في آية الأعراف بالشك في هذا الموضع قال به جماعة من أجلاء المفسرين وعلماء العربية -يقولون: إنه مع أنه روي عن بعض أجلائها بالتفسير أنه سائغ في اللغة العربية؛ لأن الشاك قلق صدره ضيق لا يميل إلى طرف الإثبات ولا إلى طرف النفي .
ومما يؤيد هذا أن الريب في جميع القرآن معناه الشك، فقوله: رسم> لَا رَيْبَ فِيهِ قرآن> رسم> ؛ أي لا شك فيه، مع أن أصل الريب في لغة العرب مصدر رابه يريبه ريبا إذا أزعجه وأقلقه، وفي حديث: رسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم رأى ظبيا حاقفا، فقال: لا يريبه أحد متن_ح> رسم> ؛ يعني لا تزعجوه ولا تقلقوه ولا تنفروه؛ لأنكم محرمون لا يجوز لكم إزعاج الطير.
ومن هذا المعنى قول توبة بن الحمير اسم>
وكنت إذا ما جئت ليلـى تبرقعـت | وقد رابني منها الغـداة سفـورهـا |
وكنت إذا ما جئت ليلـى تبرقعـت | وقد رابني منها الغـداة سفـورهـا |
والشاهد أن قوله: وقد رابني منها أزعجني وأقلقني، وأن الريب أصله الإزعاج والإقلاق وهو في القرآن يطلق على الشك؛ لأن نفس الشاك غير مطمئنة بل هي قلقة مضطربة، لا تدري أتميل إلى طرف النفي أو إلى طرف الثبوت، وهذا معنى قوله: رسم> فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ قرآن> رسم> .
وقوله: رسم> لِتُنْذِرَ بِهِ قرآن> رسم> التحقيق أنها لام كي والمعروفة بلام التعليل، والفعل منصوب بأن مضمرة بعدها وهي تتعلق بقوله: رسم> أُنْزِلَ قرآن> رسم> ؛ يعني أنزل إليك هذا الكتاب. لأي حكمة أنزل إليك؟ رسم> لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> .
مسألة>