تفاسير سور من القرآن
معنى قوله: إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
...............................................................................
ثم قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وهي صفة كريمة من صفات الله، تظهر آثارها في من شاء أن يرحمه من خلقه. اشتق من هذه الصفة لنفسه اسمه الرحمن واسمه الرحيم، ونحن نثبت لله ما أثبته لنفسه على أكمل الوجوه وأنزهها وأقدسها وأليقها لله وأبعدها عن مشابهة صفات المخلوقين.
قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
كما قال جل وعلا في أول سورة هود: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
قال في أول سورة الكهف: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وسأله عن الإيمان والإسلام، وقال له: يا محمد اسم> صلوات الله وسلامه عليه، أخبرني عن الإحسان؛ أي وهو الذي خلقتم من أجل الاختبار فيه، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن إحسان العمل لا يكون إلا بالواعظ الأكبر والزاجر الأعظم وهو مراقبة الله وعلم العبد أنه كأنه ينظر إلى الله جل وعلا، وأنه إن كان لم ير الله فالله جل وعلا يراه .
فمن علم أنه بين يدي ملك السماوات والأرض الجبار العظيم الأعظم، وأن الله يراه أحسن عمله لأن الإنسان –ولله المثل الأعلى- إذا كان أمام ملك جبار من ملوك الدنيا شديد البطش على من لم يمتثل أمره، وأمره بعمل وهو حاضر ينظر إليه؛ لابد أن يجد ويحسن ذلك العمل على أكمل الوجوه.
فعلى المؤمن أن يستشعر أنه بين يدي خالق السماوات والأرض وأن الله يراه، وأنه ليس بغائب عنه؛ فإذا لاحظ هذا ملاحظة صحيحة أحسن العمل؛ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم مجيبا لجبريل اسم> في قوله: أخبرني عن الإحسان -قال صلى الله عليه وسلم: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وفي هذه الآية الكريمة من سورة الأعراف سؤال عربي مشهور عند علماء التفسير وهو أنه قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وللعلماء عن هذا السؤال العربي أجوبة تزيد على العشرة، كما هي معروفة في علوم التفسير وبعض العلوم العربية، نذكر منها بعضا فيه الكفاية. منها: أن الرحمة مصدر بمعنى الرُّحْم، والمصدر مذكر معنى، فمعنى رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
قال بعض العلماء: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
الوجه الثالث: هو ما قرره بعض علماء العربية أن القرب نوعان: قرب في النسب، وقرب في المسافة المكانية وفي الزمانية. أما قرب النسب فالمؤنثة فيه يلزمها التاء بلا خلاف بين علماء العربية، فتقول: هذه المرأة قريبتي تعني في النسب، ولا يجوز أن تقول: قريبي بلا تاء؛ فالقرابة في النسب يلزم فيها تاء الفرق بين الذكر والأنثى؛ فلا يجوز ـ قولا واحداـ أن تقول: هذه المرأة قريب مني في النسب، بل يلزم أن تقول: قريبة مني في النسب بالتاء.
أما إن كان القرب قرب مكان أو زمان فيجوز في المؤنثة التأنيث والتذكير، فتقول: هذه المرأة قريب مني تعني في المسافة لا في النسب، ودارها قريب من داري. وإن شئت قلت: قريبة من داري، والكل مسموع في كلام العرب، فتقول: دار زيد قريب من دار عمرو، ودار زيد قريبة من دار عمرو، وهذه المرأة الفلانية قريب من فلان، تعني في المسافة، وقريبة منه تعني في المسافة.
والكل مسموع موجود في كلام العرب، فمن إدخال التاء على قرابة المسافة قول عروة بن حزام اسم>
عشية لا عفـراء منـي قـريبــة | فتدنو ولا عفـراء منـك بعيـــد |
ومن تجريد القريبة من التاء في المسافة قول امرئ القيس اسم>
له الويـل إن أمسـى ولا أم هاشـم | قريب ولا البسباسـة اسم> ابنـة يشكـرا |
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
قال بعض أهل العلم: وجه تذكير الرحمة إضافتها إلى الله جل وعلا، وقال بعضهم: وجه تذكيرها لأنها نعت لموصوف محذوف إن رحمة الله شيء قريب من المحسنين، والذين يقولون : إن رحمة الله هي رحمته لعبده في الآخرة يقولون: إن الإنسان كل يوم يقرب من الآخرة ويبعد من الدنيا؛ لأن ما أمامك قريب، وما وراءك بعيد كما قال الحطيئة اسم> أو غيره :
لعمرك مـا السعـادة جمع مــال | ولكن التقــي هــو السعيـــد |
وما لا بـد أن يــأتـي قـريـب | ولكن الــذي يمضــي بعيـــد |
والآخرة قريب جدا كما قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فبين أنه رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
مسألة>