إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
تفسير سورة الكهف
38731 مشاهدة print word pdf
line-top
استيقاظ أصحاب الكهف بعد نومهم مئات السنين

وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ بعدما رد الله تعالى عليهم أرواحهم؛ مع طول هذه المدة أخذوا يتساءلون بينهم؛ فظنوا أنهم ما لبثوا إلا قليلا، يوما أو بعض يوم في نومتهم، وظنوا أنهم مثلا ناموا هذه النومة؛ فلذلك: قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ لما رأوا أن الشمس باقية ظنوا أنهم ما لبثوا إلا نهارا، أو جزءا من النهار، ولكن لم يكن عندهم يقين.
فلذلك قالوا: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فهكذا أخبر الله، ثم كان معهم شيء من النقود.
فقالوا: فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ الورِق: هو ما يُصْنَعُ من الفضة نقودا: كالدراهم، ونحوها، الورق: ما يضرب من الفضة، دل على أن معهم نقودا احتفظوا بها، ابعثوا أحدكم بهذه الورق إلى المدينة.

line-bottom