الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح كتاب الآجرومية
133984 مشاهدة print word pdf
line-top
العلامة الثالثة: الألف واللام

...............................................................................


وأما دخول الألف واللام، فهو أيضا من علامات الاسم، الألف واللام تسمى: لام التعريف، تدخل على الاسم، وتُكْسِبُهُ تعريفًا، إذا كان بدونها منكرا، وهذا يكون في اسم الجنس، عندما تجدون مثلا مكتوبًا على المصاحف: القرآن الكريم ( أل) هذه الألف واللام، القرآن دل على أنه اسم.
ومثلا تقول: هذا المسجد واسعٌ، المسجد دخلت عليه الألف واللام، وتعرفون أنها تنقسم إلى لام شمسية، ولام قمرية، واللام الشمسية: هي كونها تُقْلَبُ من جنس الحرف الأول من الكلمة، وَتُشَدَّدُ في ذلك الحرف، يصير ذلك الحرف مشددًا، ولكن مع ذلك الكتابة باقية، كتابة الألف واللام باقية ولو لم ينطق بها، وسميت شمسية لأنها من جنس اللام والألف التي في الشمس، فإنك تقول: طلعت الشمس، إذا كتبتها تكتبها: الشمس، هذه الألف واللام لام شمسية.
كما تقول: جلست في الظل، تكتب الظل، هذه لام شمسية، وتقول -في الحديث- الطهور نصف الإيمان أو شطر الإيمان الطهور تكتب الطهور، هذه الألف واللام لام شمسية، علامة على أنها اسم ما تدخل إلا على الاسم.
وفي الحديث: الصدق طمأنينة الصدق: هذا اسم دخلت عليه هذه اللام الشمسية، وتقول: الضلال معصية، أو كفر، الضلال -بالضاد- هذه لام شمسية، كما تقول: السراج مضيء، السراج: لام شمسية، وتقول: الظهر وقتُ الزوالِ، الصلاةُ قائمةٌ، الظهر، الصلاة، الزوال، كلها لام شمسية، وهكذا إذا قلت مثلا: التبر والذهب والدُّرُّ مال نفيس، هذا أيضا لام شمسية، وإذا قلت: النعم كثيرة، النعم لام شمسية، وهكذا.
اللام القمرية هي التي تكون لاما يقرؤها اللسان، مثل قولك: الكفر ضد الإيمان، الكفر: لام قمرية، الإيمان: لام قمرية، إذا قلت: المسجد، البيت، الكعبة، الحرم، كلها لام قمرية؛ لأنها يقرؤها اللسان لاما.
والحاصل أن هذه اللام هي من علامات الاسم، تدخل على الاسم وتكسبه تعريفا، فإنك تفرق بين أن تقول مثلا: رجل، الرجل، رجل: مُنَكَّر، الرجل مُعَرَّف، جاء الرجل، وجاء رجل، جاء الرجل، وجاء رجل آخر، فالرجل الأول معروف، والرجل الآخر نَكِرَةٌ، أو قلت مثلا: مررت بالغلام، وغلام آخر، الغلام الأول معروف، والغلام الثاني نكرة، وغلام آخر؛ فهي تفيده التعريف، إلا في الأسماء التي تدخل عليها في كل حال.
هناك أسماء تدخل عليها الألف واللام، ولا تفيدها تعريفا: من الصحابة عباس ويسمى أيضا العباس و حسن ويسمى الحسن وكلها سواء: الحسن و حسن النعمان و نعمان الفضل و فضل يقال: هذا الفضل جاء، هذا فضل جاء، هذا عباس جاء، هذا العباس جاء، هذا نعمان جاء، هذا النعمان جاء الفضل الحارث وأشباه ذلك.
هذه الألف واللام لا تكسبه التعريف، ولكنه في الأصل معرفة؛ لكونه اسم علم، مثل زيد، وخالد، وبِشْر، وسعد وسعيد، أسماء أعلام معروفة عند المتكلم وعند المخاطب، لنكتف بهذا، والبقية العلامة الرابعة نأتي بها إن شاء الله فيما بعد.

line-bottom