الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
شرح كتاب الآجرومية
159468 مشاهدة print word pdf
line-top
في

...............................................................................


وأما (في): فهي من حروف الجر أيضا، فإذا قلت مثلا: جلست في المسجد، أو وضعت الكتاب في البيت، صببت الماء في الإناء، فإن في حرف جر، يجر الاسم الذي دخل عليه، فإذا قلت مثلا: الماء في الإناء، أو صببت الماء في الكوز، فإن: الماء في الإناء، الماء: مبتدأ، وفي الإناء جار ومجرور، أو خافض ومخفوض، الحرف الأول هو: في، حرف جر، والإناء أو الكوز اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
ويفيدنا أيضا ثلاثة أشياء: اسمية مدخولها، والحكم عليه بالجر، وأمرا معنويا وهو الظرفية، أي أن الماء أصبح في الإناء، فالإناء ظرفٌ للماء، وإذا قلت: جلست في البيت، أو في المسجد، فالمسجد ظرف يحوي من كان فيه، ظرف له، ظرف الشيء هو الذي يحوي ما فيه، وما بداخله، هذا هو الظرف، وهناك كلام في الظروف: في ظرف المكان، وظرف الزمان، له باب في هذه الرسالة.

line-bottom