الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شرح كتاب الآجرومية
111796 مشاهدة
رُبَّ

...............................................................................


وأما رُبَّ فهي حرف تقليل، يعني: تُسْتَعْمَلُ لتقليل الشيء الذي تدخل عليه، فتقول: رُبَّ رجلٍ صالحٍ لقيته، كأنك تقول: تمدحه، ولا تدخل إلا على النكرات، وهي حرف تقليل، وحرف تنكير، الاسم الذي تدخل عليه فإنه نكرة، والنكرة: كل اسم شائع يصلح لعدد من المسميات، بخلاف المعرفة، يأتينا في باب النعت، ثم إذا قلت: رُبَّ رجلٍ صالحٍ، قلت: رُبَّ: حرف تقليل، رجلٍ: اسم مجرور برُبَّ، وصالحٍ: صفة له، والصفة تتبع الموصوف في إعرابه، فتبعه في الجر، لقيته فعل وفاعل ومفعول، حد الفعل: لقي والتاء: ضمير متصل محله رفع على أنه فاعل، والهاء في لقيته: ضمير متصل أيضا، محله نصب على أنه مفعول به.
وأفادتنا رُبَّ ثلاثة أشياء: اسمية مدخولها، والحكم عليه بالجر، وأمرا معنويا وهو التقليل، فإن العادة أن الصالح أقل من الطالح، وكأنك وصفته بكونه صالحا لتدل على أنه قليل، رُبَّ رجل صالح لقيته.