الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
172953 مشاهدة print word pdf
line-top
استخدام الألفاظ العامية في الرقى الشرعية

سؤال: يوجد من يرقي بالرقى الشرعية من كبار السن من أهل الصلاح يستخدمون ألفاظًا عامية مثل:
1- أنه ينفث على (مجامع العروق)، ويقصد بذلك ملتقى العروق في العنق.
2- وأنه إذا زاد في القراءة على من به مس (يتفرقع)، ويقصد بذلك أنه يصرع ويتخبط بسبب مس الجن الذي به.
3- وأنه يقول عندما يطلب من الجني الخروج من الممسوس: (من العظم إلى اللحم إلى الشحم إلى الجلد إلى الهواء).
فهل هذه الألفاظ قادحة في الرقية والراقي?
الجواب: متى كان هذا الراقي من أهل الصلاح وأهل المعرفة والتجربة فإن تصرفه جائز؛ حيث إنه لا محذور في هذه الألفاظ ولا في هذا العمل، فربما يكون الجان يتأثر بالنفث عليه في مجامع العروق أكثر؛ لأنه يلابس الإنسي ويتغلب على روحه، أما كلمة يتفرقع فلعلهم يخاطبون الجني بهذه الكلمة فتؤثر فيهم، وهكذا قولهم: من العظم إلى اللحم ... إلخ، المعنى: اخرج من هذا إلى الآخر، وأرى أن هذه الألفاظ -ولو كانت عامية- لا تؤثر في الرقية، ومع ذلك فالأولى استعمال الأدعية الواردة والأذكار المأثورة، والله أعلم .

line-bottom