إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
127935 مشاهدة
مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا وإمامنا وسيدنا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:
فإنه كثر الحديث في عصرنا حول موضوع العلاج بالرقى الشرعية؛ بسبب كثرة الأمراض بالعين والسحر، أو مس الجن وعجز الطب الحديث عن معالجتها من جهة، وظهور بعض مستعملي الرُّقى الشرعية، وفي المقابل بروز كثير من السحرة والمشعوذين من جهة أخرى، ومما لا شك فيه أنه كما أن من يستعمل الرقى الشرعية ينبغي أن يعان ويناصر، فكذلك من يستعمل الرقى بالسحر والشعوذة يجب أن يهان ويُعاقب.
إلا إنه حدث خلط عند بعض الناس بين الأول والثاني، إما بسبب عدم العلم بأحكام الشرع عامة، أو عدم المعرفة بضوابط الرقى الشرعية خاصة، فأخذ الصالح بالطالح والمصلح بالمفسد، ومع هذا الخلط في المفهوم توجه بعض الشباب المتحمس للقضاء على ظاهرة السحر والشعوذة، فوضعوا أنفسهم موضع أهل الفتيا، وأقحموها في دقائق الأحكام، فأخذوا بالأمر والنهي في أمور اجتهادية، ولم يعتدوا بآراء أهل الفتوى من العلماء الذين قال الله فيهم: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ .
وتسرعوا فوقعوا في أعراض بعض القراء من أهل العلم والتقى والصلاح، وحفظة كتاب الله ممن نذروا أنفسهم لنفع إخوانهم عملا بقوله -صلى الله عليه وسلم- من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل .
والوقوع في الأعراض من الكبائر؛ ففي الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق وقال أيضًا: إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق وقال: كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه .
وهذا الحماس الزائد، الذي ربما أفضى -كما ذكرت- إلى إنكار المعروف أو المسائل الاجتهادية التي فيها سعة، قد يجرئ العلمانيين الذين يصفون هذا الدين وأهله بالرجعية والتخلف، ويعدون العلاج بالرقى الشرعية من الخرافات التي ينبغي التخلص منها، كما إنه يتيح الفرصة للمنافقين والحاسدين المندسين في صفوف المتحمسين للمكر والكيد لأهل الخير والصلاح والإصلاح.
لأجل ذلك كلِّه، ولمّا رأيت أن الموضوع لم يُعطَ حقه من البيان، رأيت أن أعد كتابًا أجمع فيه ما تناثر من فتاوى كبار العلماء والفضلاء، وإضافة كثير من الأسئلة والاستفسارات المستجدة لدى كثير ممن يرقون بالرقى الشرعية من المشهود لهم بالتقى والصلاح، حيث عرضت أسئلتهم على العلماء للإجابة عنها، ومن ثم نشرها لتتضح الأمور وتعم الفائدة.
وختامًا أسأل الله أن يمنّ على مرضى المسلمين بالشفاء العاجل، وأن يهدينا إلى سواء السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
خالد بن عبد الرحمن