إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
172853 مشاهدة print word pdf
line-top
حكم من ينكر وجود الجن ومدى تأثير ذلك على العقيدة

سؤال: في عصرنا الحاضر كثر حديث الناس عن تلبس الجن بالإنس ودخولهم فيهم ومن الناس من ينكر ذلك، بل إن البعض ينكر الجن إطلاقًا، فهل لهذا تأثير على عقيدة المسلم ? وهل ورد ما يلزم بالإيمان بالجن ثم ما الفرق بينهم وبين الملائكة؟
الجواب: إنكار وجود الجن كفر وردة عن الإسلام؛ لأنه إنكار لما تواتر في الكتاب والسنة من الأخبار عن وجودهم، فالإيمان بوجودهم من الإيمان بالغيب؛ لأننا لا نراهم وإنما نعتمد في إثبات وجودهم على الخبر الصادق، قال -تعالى- في إبليس وجنوده: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ .
أما إنكار دخولهم في الإنس فلا يقتضي الكفر، لكنه خطأ وتكذيب لما ثبت في الأدلة الشرعية والواقع المتكرر وجوده، لكن لخفاء هذه المسألة لا يكفر المخالف فيها، ولكن يخطَّأ لأنه لا يعتمد في إنكار ذلك على دليل وإنما يعتمد على عقله وإدراكه، والعقل لا يتخذ مقياسًا في الأمور الغيبية، وكذلك لا يكون العقل مقدَّمًا على أدلة الشرع إلا عند أهل الضلال، والفرق بين الجن والملائكة من وجوه:
الوجه الأول: من وجهة أصل الخلقة؛ فالجن خلقوا من نار السموم، والملائكة خلقوا من نور.
الوجه الثاني: أن الملائكة عباد مطيعون لله مقربون مكرمون، كما قال -تعالى- بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وقال -تعالى- لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ .
أما الجن فمنهم المؤمن ومنهم الكافر كما قال -تعالى- إخبارًا عنهم، قال -تعالى- وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ومنهم المطيع ومنهم العاصي، قال -تعالى- وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا إلى غير ذلك من الآيات .

line-bottom