الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
الطريقة التي سحر بها -صلى الله عليه وسلم- وتصرفه حيال ذلك
سؤال: هل ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُحر رأس> ؟ وإذا ثبت ذلك فكيف كان تعامله -صلى الله عليه وسلم- مع السحر؟ ومع من سحره رأس> ؟
سؤال> الجواب: نعم ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُحر، فعن عائشة اسم> -رضي الله عنها- رسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سحر، حتى ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، وأنه قال لها ذات يوم: أتاني ملكان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال: ما وجع الرجل، قال: مطبوب، قال: ومن طبه، قال: لبيد بن الأعصم اسم> في مشط ومشاطة وجُف طلعة ذكر في بئر ذروان اسم> متن_ح> رسم> صحيح البخاري اسم> 7\ 28- 30 حديث> .
قال الإمام ابن القيم اسم> وقد أنكر هذا طائفة من الناس، وقالوا: لا يجوز هذا عليه، وظنوه نقصًا وعيبًا.
وليس الأمر كما زعموا، بل هو من جنس ما كان يؤثِّر فيه -صلى الله عليه وسلم- من الأسقام والأوجاع، وهو مرض من الأمراض، وإصابته به كإصابته بالسم لا فرق بينهما.
وذكر -رحمه الله- عن القاضي عياض اسم> أنه قال: ولا يقدح في نبوته، وأما كونه يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من صدقه؛ لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا، وإنما هو مما يجوز طروؤه عليه في أمور دنياه التي لم يبعث لسببها ولا فضل من أجلها، وهو فيها عرضة للآفات كسائر البشر، فغير بعيد أن يخيل إليه من أمورها ما لا حقيقة له، ثم ينجلي عنه كما كان. انتهى.
ولما علم -صلى الله عليه وسلم- أنه قد سحر سأل الله -تعالى- فدله على مكان السحر فاستخرجه وأبطله، فذهب ما به، حتى كأنما نشط من عقال، ولم يعاقب كل من سحره، بل لما قالوا له: يا رسول الله، أفلا نأخذ الخبيث نقتله، قال -صلى الله عليه وسلم- رسم> أما أنا فقد شفاني الله، وأكره أن يثير على الناس شرًّا متن_ح> رسم> صحيح البخاري اسم> 7\ 30 حديث> .
مسألة>