الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
حقيقة العين
سؤال: ما حقيقة العين رأس> -النضل- قال -تعالى- رسم> وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ قرآن> رسم> وهل حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- صحيح، والذي ما معناه قوله: رسم> ثلث ما في القبور من العين رسم> وإذا شك الإنسان في حسد أحدهم فماذا يجب على المسلم فعله رأس> ؟ وقوله: وهل في أخذ غسال الناضل للمنضول ما يشفي؟ وهل يشربه أو يغتسل به؟
سؤال> الجواب: العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه، وأصلها من إعجاب العائن بالشيء، ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين، وقد أمر الله نبيه محمدًا اسم> -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة من الحاسد فقال -تعالى- رسم> وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ قرآن> رسم> .
فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين، تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفًا لا وقاية عليه أثرت فيه، وإن صادفته حذرًا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه، وربما ردت السهام على صاحبها، من زاد المعاد بتصرف.
وقد ثبتت الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الإصابة بالعين، فمن ذلك ما في الصحيحين عن عائشة اسم> -رضي الله عنها- قالت: رسم> كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرني أن أسترقي من العين متن_ح> رسم> وأخرج مسلم اسم> وأحمد اسم> والترمذي اسم> وصححه عن ابن عباس اسم> -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا متن_ح> رسم> وأخرج الإمام أحمد اسم> والترمذي اسم> وصححه عن أسماء بنت عميس اسم> أنها قالت: رسم> يا رسول الله، إن بني جعفر تصيبهم العين؛ أفنسترقي لهم? قال: نعم، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين متن_ح> رسم> وروى أبو داود اسم> عن عائشة اسم> -رضي الله عنها- قالت: رسم> كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين متن_ح> رسم> .
وأخرج الإمام أحمد اسم> ومالك اسم> والنسائي اسم> وابن حبان اسم> وصححه عن سهل بن حنيف اسم> رسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج وسار معه نحو مكة اسم> حتى إذا كانوا بشعب الخرار اسم> من الجحفة اسم> اغتسل سهل بن حنيف اسم> وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة اسم> -أحد بني عدي بن كعب- وهو يغتسل، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، فلبط سهل اسم> فأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقيل: يا رسول الله، هل لك في سهل اسم> والله ما يرفع رأسه، قال: هل تتهمون فيه من أحد? قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعة اسم> فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عامرًا اسم> فتغيظ عليه، وقال: علام يقتل أحدكم أخاه! هلا إذا رأيت ما يعجبك برَّكت. ثم قال له: اغتسل له فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم صب ذلك الماء عليه، يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه، ثم يكفأ القدح وراءه، ففعل به ذلك، فراح سهل اسم> مع الناس ليس به بأس رسم> .
فالجمهور من العلماء على إثبات الإصابة بالعين؛ للأحاديث المذكورة وغيرها، ولما هو مشاهد وواقع، وأما الحديث الذي ذكرته: رسم> ثلث ما في القبور من العين رسم> فلا نعلم صحته، ولكن ذكر صاحب نيل الأوطار أن البزار اسم> أخرج بسند حسن عن جابر اسم> -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس رسم> ؛ يعني: بالعين.
ويجب على المسلم أن يحصن نفسه من الشياطين من مردة الجن والإنس بقوة الإيمان بالله، واعتماده وتوكله عليه ولجئه، وضراعته إليه، والتعوذات النبوية، وكثرة قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب وآية الكرسي، ومن التعوذات: رسم> أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق متن_ح> رسم> و رسم> أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون متن_ح> رسم> وقوله -تعالى- رسم> حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ قرآن> رسم> ونحو ذلك من الأدعية الشرعية، وهذا هو معنى كلام ابن القيم اسم> المذكور في أول الجواب.
وإذا علم أن إنسانًا أصابه بعينه، أو شك في إصابته بعين أحد، فإنه يؤمر العائن أن يغتسل لأخيه، فيحضر له إناء به ماء؛ فيدخل كفه فيه فيتمضمض، ثم يمجه في القدح ويغسل وجهه في القدح، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى، ثم يغسل إزاره، ثم يصب على رأس الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة؛ فيبرأ بإذن الله.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد اسم> وآله وصحبه وسلم .
مسألة>