إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
203196 مشاهدة print word pdf
line-top
حكم من لا يؤمن بأن القرآن فيه شفاء

سؤال: ما حكم من لا يؤمن بأن القرآن فيه شفاء للناس ويعتبر ذلك من الخرافات، وأن العلاج يجب أن يكون بالأمور المادية أي عن طريق الأطباء فقط؟
الجواب: هذا اعتقاد باطل مصادم للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، كقوله -تعالى- وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وقوله -تعالى- قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وكذا ما ورد من رقية الصحابي لذلك اللديغ بأم القرآن، فقام يمشي وما به قلبة وغير ذلك كثير، وبالتجربة إن هناك أمراضًا تستعصي على الأطباء الحذاق الذين يعالجون بالأمور المادية من الإبر والحبوب والعمليات، ثم يعالجها القراء الناصحون المخلصون؛ فتبرأ بإذن الله تعالى.
فإن الغالب على الأطباء إنكار مس الجن وملابسته للإنسي، وإنكار عمل السحر وتأثيره في المسحور، وإنكار الإصابة بالعين؛ حيث إن هذه الأمراض تخفى أسبابها، ولا يكشفها الطبيب بسماعته أو مجهره أو إشاعته؛ فيحكم بأن الإنسان سليم الجسم، مع مشاهدته يصرع ويغمى عليه، ومع إحساس المريض بآلام خفية تقلقه وتقض مضجعه وتمنعه لذيذ المنام وراحة الأجسام.
ثم إذا عولج بالرقية الشرعية زال الألم بإذن الله -تعالى- ولكن القراء يختلفون في معرفة الأدعية والأوراد والآيات التي تقرأ في الرقية، وكذا سلامة المعتقد من الراقي وإخلاصه، وصفاء نيته وبعده عن المشتبهات، وكذا كون المرقي عليه من أهل التوحيد والعمل الصالح والدين القيم، والسلامة من المعاصي والمحرمات، فإنه يؤثر بإذن الله -تعالى- تأثيرًا عجيبًا، والله أعلم .

line-bottom