الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
حكم الاستحضار وحجب المريض
سؤال: القارئ: حمود جابر مبارك اسم> من الرياض اسم> بعث إلينا سؤالا يقول فيه: بعض الناس إذا أصيب له مريض بالصرع يذهب به إلى بعض الأطباء العرب، وهؤلاء يستحضرون وتصدر منهم حركات غريبة، ويحجبون المريض فترة من الزمن، ويقولون: إنه مصاب بالجن، أو مسحور ونحو ذلك، ويعالج هؤلاء المريض ويشفى، وتدفع لهم الأموال مقابل ذلك، فما الحكم في ذلك? وما الحكم أيضًا في العلاج بالعزائم التي تكتب فيها الآيات القرآنية ثم توضع في الماء وتشرب ؟
سؤال> الجواب: علاج المصروع والمسحور بالآيات القرآنية والأدوية المباحة رأس> لا حرج فيه إذا كان ذلك ممن يُعرف بالعقيدة الطيبة والالتزام بالأمور الشرعية.
أما العلاج عند الذين يدّعون علم الغيب رأس> أو يستحضرون الجن أو أشباههم من المشعوذين أو المجهولين، الذين لا تعرف حالهم ولا تعرف كيفية علاجهم، فلا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم، ولا العلاج عندهم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا متن_ح> رسم> أخرجه مسلم اسم> في صحيحه حديث> وقوله -صلى الله عليه وسلم- رسم> من أتى عرّافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد اسم> صلى الله عليه وسلم متن_ح> رسم> أخرجه الإمام أحمد اسم> وأهل السنن بإسناد جيد حديث> .
ولأحاديث أخرى في هذا الباب، كلها تدل على تحريم سؤال العرافين والكهنة وتصديقهم، وهم الذين يدعون علم الغيب، أو يستعينون بالجن، ويوجد من أعمالهم وتصرفاتهم ما يدل على ذلك، وفيهم وأشباههم ورد الحديث المشهور الذي رواه الإمام أحمد اسم> وأبو داود اسم> بإسناد جيد، عن جابر اسم> -رضي الله عنه- قال: رسم> سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان متن_ح> رسم> وفسر العلماء هذه النشرة بأنها ما كان يعمل في الجاهلية من حل السحر بمثله، ويلتحق بذلك كل علاج يستعان فيه بالكهنة والعرافين وأصحاب الكذب والشعوذة.
وبذلك يعلم أن العلاج لجميع الأمراض وأنواع الصرع وغيره إنما يجوز بالطرق الشرعية والوسائل المباحة، ومنها القراءة على المريض والنفث عليه بالآيات والدعوات الشرعية؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- رسم> لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا متن_ح> رسم> وقوله -صلى الله عليه وسلم- رسم> عباد الله تداووا، ولا تداووا بحرام متن_ح> رسم> .
أما كتابة الآيات والأدعية الشرعية بالزعفران في صحن نظيف أو أوراق نظيفة، ثم يغسل فيشربه المريض؛ فلا حرج في ذلك وقد فعله كثير من سلف الأمة كما أوضح ذلك العلامة ابن القيم اسم> -رحمه الله- في زاد المعاد وغيره، إذا كان القائم بذلك من المعروفين بالخير والاستقامة، والله ولي التوفيق .
مسألة>