شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
128663 مشاهدة
اعتداء الجن على الإنس وطرق الحماية منهم

سؤال: سائل يقول: في ليلة من الليالي ذهب أخي البالغ من العمر(15 سنة) يمشي على أقدامه في وادٍ من بوادي الجنوب، فقال إنه وجد جسمًا تمتل له بأنه قطة، ويقول: إن هذا الجسم مشى معه مسافة ما يقارب كيلو، وقد حصل له اشتداد في الأعصاب وتلاصقت فكاه، قال: وصار هذا الحيوان يمشي معي مرة عن يميني وتارة عن شمالي ومرة خلفي وأخرى أمامي، وقال: إنه حاول مرات كثيرة أن يذكر الله ولم يستطع، ثم قال: إنه حاول أن يتحرك بعمل يبعد هذا الجسم عنه ولكنه كذلك لم يستطع، ثم اختفت فجأة حسب قوله، ثم واصل سيره حتى وصل البيت، وبقي مدة تقدر بأسبوعين مصابًا باضطراب في الأعصاب والفكر، ثم جاء له بعدها صرعة، وقد نقلته إلى الدمام وذهبت به إلى المستشفى، ولكن بعض الأصدقاء قالوا لي: إن أخاك مصاب بمرض جنون وهو فعلا قد رأى الجن -هذا كلامهم لي- ولا ينفع فيه علاج المستشفى، وإنما يلزمك الذهاب إلى طبيب عربي.
وعلى أثر ذلك أجبرت من مرض أخي، وذهبت به إلى شخص في الدمام قال إنه يعالج أمراض الجن، وعندما وصلنا إليه أجلس الولد أمامه وصار يهلل ويصلي على النبي بصوت مرتفع، ثم يقول كلمات بصوت منخفض لا ندري ماذا يقول، ثم وضع ماء في فنجان وقرأ على الماء الفاتحة وبعض الكلمات لم أسمعها وأسقاه الولد ثم أعطانا لبانًا وقال -يقصد الولد- تبخر بهذا اللبان بإشرافنا، ثم عدنا له مرة أخرى، وقرأ على الولد مثل ما قرأ المرة السابقة وقال مثلما قال، ثم قال: استمروا عندي ست جلسات كل أسبوع جلسة، وبعدها نكتب اسمه لدينا ونشوف هل له علاج عندنا أم لا?
ثم قال: إننا نطالع الولد وهو يتبخر ثم إننا نطالع الذي في نجران وأبها وعدد مناطق كثيرة، وقال إنه يعلم المريض الذي في الكويت هذا ومن جهة أخرى فهو لا يأخذ فلوسًا سوى الذي يعطيه الفرد دون أن يطلب، هذا ومن ناحية صحة الولد فقد تحسنت بإذن الله -سبحانه- وتعالى، كذلك أنا ولله الحمد عقيدتي راسخة بإذن الله رسوخ الجبال، وليس لدي أدنى شك بأن النافع والضار هو الله وحده دون سواه، وإنما ذهابي إلى هذا الشخص ليس اعتقادًا مني في أنه سيشفي أخي، بل اعتقادي في ذلك الوقت وفي كل وقت بأنه لن يشفي أخي إلا الله -سبحانه- وتعالى، آمل من سماحتكم إرشادي أولًا: ماذا أعمل هل أداوم بمراجعة أخي لهذا الشخص أم تنصحونني بغير ذلك? ثانيًا: ما صحة علاج هذا الشخص للناس بهذه الطريقة من الناحية الشرعية؟
الجواب: إذا كان الواقع كما ذكر فالذي بأخيك مس من الجن، وعلاجه بالرقى الشرعية من تلاوة القرآن كسورة الفاتحة و؟قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وآية الكرسي، وغيرها من سور القرآن وآياته، والأذكار والأدعية النبوية الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل: أعيذك بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامّة ومثل: أذهب البأس، رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا .
وارجع إلى كتاب الكلم الطيب لابن تيمية والوابل الصيب لابن القيم والأذكار النووية للنووي لتعلم منها الأذكار والأدعية التي تناسب مرض أخيك؛ لتقرأ بها عليه أو يقرأها على نفسه، وننصحك ألا تعود إلى ذلك الرجل أو مثله لعلاج أخيك أو غيره؛ فإنه وإن أصاب في قراءة الفاتحة إلا أنه تكلم معها بكلمات أسرّها، إخفاء لها على ماء في الفنجان وسقاه الماء، فقد يكون ما تكلم به سرًّا تعويذات شيطانية واستعانة بالجن، وهذا من الكهانة، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإتيان إلى الكهان، و في الرقية الشرعية غنى عن الإتيان إلى الكهان شفى الله أخاك، وثبتنا وإياكم على الحق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .