الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
حكم الكهانة وإتيان الكهان
سؤال: عن الكهانة وحكم إتيان الكهان رأس> ؟
سؤال> الجواب: الكهانة فعالة مأخوذة من التكهن، وهو التخرص والتماس الحقيقة بأمور لا أساس لها، وكانت في الجاهلية صنعة لأقوام تتصل بهم الشياطين وتسترق السمع من السماء وتحدثهم به، ثم يأخذون الكلمة التي نقلت إليهم من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين ويضيفون إليها ما يضيفون من القول، ثم يحدثون بها الناس، فإذا وقع الشيء مطابقًا لما قالوا اغتر بهم الناس واتخذوهم مرجعًا في الحكم بينهم، وفي استنتاج ما يكون في المستقبل؛ ولهذا نقول: الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
والذي يأتي إلى الكاهن ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله من غير أن يصدقه، فهذا محرم، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين يومًا، كما ثبت في صحيح مسلم اسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> من أتى عرَّافًا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يومًا، أو أربعين ليلة متن_ح> رسم> .
القسم الثاني: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ويصدقه بما أخبر به؛ فهذا كفر بالله -عز وجل-؛ لأنه صدقه في دعوى علمه الغيب، وتصديق البشر في دعوى علم الغيب، تكذيب لقول الله -تعالى- رسم> قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ قرآن> رسم> ؛ ولهذا جاء في الحديث الصحيح: رسم> من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد اسم> صلى الله عليه وسلم متن_ح> رسم> .
القسم الثالث: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس، وأنها كهانة وتمويه وتضليل، فهذا لا بأس به، ودليل ذلك: رسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتاه ابن صياد اسم> فأضمر له النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا في نفسه فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- ماذا خبأ له? فقال: الدخ -يريد الدخان- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- اخسأ فلن تعدو قِدرك متن_ح> رسم> .
هذه أحوال من يأتي إلى الكاهن ثلاثة:
الأول: أن يأتي فيسأله بدون أن يصدقه، وبدون أن يقصد بيان حاله؛ فهذا محرم، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين ليلة.
الثانية: أن يسأله فيصدقه، وهذا كفر بالله -عز وجل- يجب على الإنسان أن يتوب منه ويرجع إلى الله -عز وجل- وإلا مات على الكفر.
الثالثة: أن يأتيه فيسأله ليمتحنه ويبين حاله للناس، فهذا لا بأس به .
مسألة>