شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
181217 مشاهدة print word pdf
line-top
الرقية بالأدعية غير الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم

سؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
هل يعد من الرقى الشرعية قراءة بعض الأدعية غير الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع تقييدها بدعاء الله وحده وسلامتها من ذرائع الشرك، وكذلك قراءة بعض السور والآيات التي لم يرد في السنة بخصوصها شيء، إنما يستحسنها الراقي، ويرقي بها مكررًا لها بأعداد معلومة، دون الاعتقاد بأن العدد له أثر في الشفاء، فهل هذا جائز?
الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لم تحدد الرقية الشرعية في سور مخصوصة ولا آيات معدودة ولا أدعية معينة، بل أطلقت كما في قوله -صلى الله عليه وسلم- لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا .
فمتى كانت القراءة سالمة من دعاء الجن أو الشياطين، أو الذبح لغير الله ولو ذبابًا، أو العمل المخالف للشريعة، كأكل النجاسات أو ترك الصلوات، إذا سلمت من ذلك فهي جائزة بلا كراهة، فإن الله وصف القرآن كله بأنه شفاء ورحمة للمؤمنين، ولم يحدد آيات خاصة، وهكذا أمر بالدعاء في قوله: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ولم يخصص لهم لفظًا معينًا يقتصرون عليه في الدعاء، ولا بأس بتكرار الآيات والأدعية ولو عشرات المرات، فإن كلام الله -تعالى- شفاء، كالفاتحة ونحوها، وكذا تكرار الأدعية المأثورة ونحوها .

line-bottom