إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
172358 مشاهدة print word pdf
line-top
حكم النفث في الماء

سؤال: ما حكم النفث في الماء ؟
الجواب: النفث في الماء على قسمين:
القسم الأول: أن يراد بهذا النفث التبرك بريق النافث، فهذا لا شك أنه حرام ونوع من الشرك؛ لأن ريق الإنسان ليس سببًا للبركة والشفاء، ولا أحد يُتبرك بآثاره إلا محمد -صلى الله عليه وسلم- أما غيره فلا يتبرك بآثاره؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يتبرك بآثاره في حياته، وكذلك بعد مماته، إذا بقيت تلك الآثار كما كان عند أم سلمة -رضي الله عنها- جلجل من فضة فيه شعرات من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- يستشفي بها المرضى، فإذا جاء مريض صبت على هذه الشعرات ماء ثم حركته ثم أعطته الماء.
لكن غير النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يجوز لأحد أن يتبرك بريقه، أو بعرقه، أو بثوبه، أو بغير ذلك، بل هذا حرام ونوع من الشرك، فإذا كان النفث في الماء من أجل التبرك بريق النافث فإنه حرام ونوع من الشرك؛ وذلك لأن كل من أثبت لشيء سببًا غير شرعي ولا حسي، فإنه قد أتى نوعًا من الشرك؛ لأنه جعل نفسه مسببًا مع الله، وثبوت الأسباب لمسبباتها إنما يتلقى من قِبل الشرع؛ فلذلك كل من تمسك بسبب لم يجعله الله سببًا لا حسًّا ولا شرعًا، فإنه قد أتى نوعًا من الشرك.
القسم الثاني: أن ينفث الإنسان بريق تلا فيه القرآن الكريم، مثل أن يقرأ بالفاتحة -والفاتحة رقية، وهي من أعظم ما يرقى به المريض- فيقرأ الفاتحة وينفث في الماء، فإن هذا لا بأس به، وقد فعله بعض السلف، وهو مجرب ونافع بإذن الله، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينفث في يديه عند نومه بـقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، فيمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده، صلوات الله وسلامه عليه، والله الموفق .

line-bottom