شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
181219 مشاهدة print word pdf
line-top
حكم من يذهب لمن يعالج بالرقى الشرعية

سؤال: نسمع في هذه الأيام عن أناس يعالجون بالقرآن مرضى الصرع والمس والعين وغير ذلك، وقد وجد بعض الناس نتيجة مُرضية عند هؤلاء، فهل في عمل هؤلاء محذور شرعي? وهل يأثم من ذهب إليهم? وما الشروط التي ترون أنها ينبغي أن تكون موجودة فيمن يعالج بالقرآن? وهل أثر عن بعض السلف علاج المسحورين والمصروعين وغيرهم بالقرآن؟
الجواب: لا بأس بعلاج مرضى الصرع والعين والسحر بالقرآن، وذلك ما يسمى بالرقية؛ بأن يقرأ القارئ وينفث على المصاب، فإن الرقية بالقرآن وبالأدعية المشروعة جائزة، وإنما الممنوع الرقية الشركية، وهي التي فيها دعاء لغير الله واستعانة بالجن والشياطين، كعمل المشعوذين والدجالين، أو بأسماء مجهولة.
أما الرقية بالقرآن والأدعية الواردة فهي مشروعة، وقد جعل الله القرآن شفاء للأمراض الحسية والمعنوية من أمراض القلوب وأمراض الأبدان، لكن بشرط إخلاص النية من الراقي والمرقي، وأن يعتقد كل منهما أن الشفاء من عند الله وأن الرقية بكلام الله سبب من الأسباب النافعة.
ولا بأس بالذهاب إلى الذين يعالجون بالقرآن، إذا عرفوا بالاستقامة وسلامة العقيدة، وعرف عنهم أنهم لا يعملون الرقى الشركية، ولا يستعينون بالجن والشياطين، وإنما يعالجون بالرقية الشرعية.
والعلاج بالرقية القرآنية من سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعمل السلف؛ فقد كانوا يعالجون بها المصاب بالعين والصرع والسحر وسائر الأمراض، ويعتقدون أنها من الأسباب النافعة المباحة، وأن الشافي هو الله وحده.
ولا بد من التنبيه على أن بعض المشعوذين والسحرة قد يذكرون شيئًا من القرآن أو الأدعية، لكنهم يخلطون ذلك بالشرك والاستعانة بالجن والشياطين، فيسمعهم بعض الجهال ويظن أنهم يعالجون بالقرآن، وهذا من الخداع الذي يجب التنبه له والحذر منه .

line-bottom