تفاسير سور من القرآن
سبب نزول قوله تعالى: إنما النسيء زيادة في الكفر
...............................................................................
وسبب نزول هذه الآية الكريمة هو ما أشرنا إليه بالأمس أن الكفار كانوا يتلاعبون في الأشهر الحرم. وبعضهم يكون في أشهر الحج، فيحرمون منها ما لم يحرمه الله، ويحلون ما لم يحلله الله؛ فبين جل وعلا في هذه الآية أن ذلك كفر على كفر، أنه كفر ازدادوا به كفرا على كفرهم الأول .
والعلماء مختلفون في أول من سن هذه السنة السيئة الخبيثة-وهي سنة النسيء- فكان بعض العلماء يقول: أول من أحدثها الملعون عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر اسم> وهو الخبيث الذي هو أول من جاء بالأصنام إلى جزيرة العرب اسم> .
وهو أول من بحر البحائر فيها، وسيب السوائب، وغير معالم دين إبراهيم اسم> التي كانت في جزيرة العرب اسم> عليه لعائن الله.
وأكثر المؤرخين يقولون: إن أول من سن هذه السنة القبيحة قوم من كنانة من بطن من كنانة يسمى بني فقي، وهم من أولاد مالك بن كنانة اسم> يزعم العرب أنهم كانوا متمسكين بدين إبراهيم اسم> وكانوا يشرعون لهم ما شاءوا، ويتبعونهم فيما شاءوا، يقال: إن أول من فعل ذلك منهم رجل يسمى نعيم بن ثعلبة اسم> .
والذي قاله غير واحد من المؤرخين، وأوضحه ابن إسحاق اسم> في سيرته أن أول من فعل هذا منهم رجل يسمى القلمس اسم> والدليل على ذلك موجود في أشعارهم. واسم القلمس اسم> هذا حذفة بن عبي بن فقي اسم> وبنو فقي بطن من بني مالك بن كنانة.
كان هذا الرجل الذي هو حذيفة اسم> المعروف بالقلمس اسم> يقول لهم: سأؤخر عنكم تحريم المحرم، وأنسؤه إلي صفر فاذهبوا فقاتلوا في المحرم؛ فإني حولت حرمته إلي صفر، فهم يتبعونه .
ثم لما مات القلمس اسم> قام بهذا الأمر بعده ابنه عباد بن القلمس اسم> فكان يحل لهم هذا التحليل وهذا التحريم، ثم لما مات عباد اسم> قام به بعده ابنه قلع بن عباد اسم> .
ثم لما مات قام به بعده ابنه أمية بن قلع بن عباد اسم> ثم لما مات قام به بعده ابنه عوف بن أمية اسم> ثم لما مات قام به بعده ابنه جنادة بن عوف اسم> المعروف بأبي ثمامة اسم> كنيته ككنية مسيلمة اسم> الكذاب، وهو الذي قام عليه الإسلام، وهو في هذه السنة السيئة الخبيثة.
كانوا إذا انتهت أيام حجهم، وانقضت أيام منى اسم> ذهبوا إلى هذا الرجل الذي هو أبو ثمامة جنادة بن عوف بن أمية الكناني اسم> فيقول : أنا الذي لا يعاب ولا يجاب، ولا مرد لما أقول: أخرت عنكم تحريم المحرم إلى صفر، فيتبعونه، فجاء الإسلام بتغيير هذا، ورد كل شيء إلى محله .
مسألة>