الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
121462 مشاهدة
انقسام المخلوقات الحية إلى قسمين

...............................................................................


نعرف أن المخلوقات الحية, أو التي فيها حياة تنقسم إلى قسمين: قسم: متحرك بطبعه مع كونه ينمو ويكبر، وقسم: ينمو ويكبر ولكنه لا يتحرك بطبعه؛ مثل: الأشجار والنباتات فإنك تشاهد الشجرة صغيرة عندما تنبت على وجه الأرض ثم تشاهدها بعد سنة أو سنوات، وقد امتدت وكبرت ونمت دليل على أن الله هو الذي خلق الخلق كما يشاء وأنبت هذه المخلوقات وجعلها نامية وجعل لها غذاء تنبت به وتنمو وتكبر ولكن ليس فيها روح, وليس فيها حياة حيوانية, بل لا تحس بشيء, تقطع ولا تتألم ولكن إذا فقدت الغذاء وهو الماء يبست وماتت, فموتها يبسها, وحياتها خضرتها وزهورها وألوانها وثمارها ونموها.