(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
148624 مشاهدة print word pdf
line-top
صفة خلق الملائكة وخلق الجن

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كل ما أخبروا به ولم يشاهدوه, ومن ذلك أركان الإيمان الستة: أن تؤمن بالله, وملائكته, الإيمان بالملائكة، وإن كنا لم نرهم, ولا نتمكن من رؤيتهم. ذكرهم في القرآن وذكر بعضا من صفاتهم, وذكروا في الأحاديث، ووردت صفات لهم في الأحاديث الصحيحة, وفي أحاديث حسنة, وأحاديث ضعيفة, والعمدة على الآيات, وعلى الأحاديث الصحيحة, أو الحسنة.
فمن ذلك: صفة خلقهم, أو من أي شيء خلقوا؟ ففي الحديث الصحيح خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم ميز في هذا الحديث بين خلق الملائكة, وخلق الجن. وقد ذكر الله تعالى خلق الجن في القرآن, قال تعالى: وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ وقال: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ فالجان خلقوا من نار، وهكذا أيضا خلق إبليس من النار؛ كما ذكر الله ذلك عنه باعترافه, فقال تعالى عن إبليس: خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فدل على أن إبليس والشياطين خلقوا أيضا من النار, كما خلق الجان من النار، أما الملائكة فخلقوا من النور, النور هو الضياء اللامع يضيء ما حوله بإضاءته وسطوعه واستنارته .. كما هو معروف.
وقد سمى الله تعالى القمر نورا, والشمس ضياء, فالقمر ينير في الليالي المظلمة، وهكذا الإنارة أيضا بالوسائل القديمة, كالإضاءة بالشمع, أو ما يوقد من الزيت, أو نحوه، وكذلك الأنوار الجديدة, وإن الله تعالى خلق الملائكة من النور، وقد ذُكِرَ في وصف الله تعالى أنه نور, قال تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ إلى آخر الآية، أخبر تعالى بأنه نور السماوات والأرض، أي: نورها من نوره, وأخبر بأن الذي ليس له نور فإنه في ظلمة في قوله: وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ فالنور قد يكون نورا حسيا أو معنويا, النور الحسي: هو ما يضيء في الليلة الظلماء، والنور المعنوي: هو ما يستنار به في الطرق التي يسار عليها, طرقا معنوية.
وكذلك ذكر الله تعالى أن الإيمان نور، وأن الكفر ظلمات، وأن الإيمان نور وضياء، أي: من الجهل إلى العلم، فالجهل ظلمة, والعلم نور يخرجهم من الكفر إلى الإيمان الله تعالى بهذه الأنوار. وكذلك: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: نُورٌ أَنَّى أراه؟! أي: كيف أراه؟ وهو احتجب بهذه الأنوار؟ نور أنى أراه وفي رواية: رأيت نورا فخلق الملائكة من هذا النور, أي: من جنس النور.
كذلك أيضا خلق الشياطين من النار, أي: من جنس النار التي يعرفها الناس, ويوقدونها أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ .

line-bottom