إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
106854 مشاهدة
اتصالات الروح

...............................................................................


ذكر العلماء أن للروح في الجسد خمس اتصالات:
اتصال وهو في الرحم قبل أن ينفصل إلى الدنيا، ولأجل ذلك تحس به الحامل أنه يتحرك في بطنها، دليل على أن فيه روحا، وإن كانت تلك الروح لم يتكامل وجودها.
والاتصال الثاني: في هذه الدنيا في اليقظة، فإنهم يعلمون أنها اتصلت به، وأنه يتحرك بواسطة هذه الروح، ويتقلب في أمره، ولا يتحرك منه جزء -ولو شفير عينه- إلا بواسطة هذه الروح.
والاتصال الثالث: في النوم. معلوم أيضا أنه حَيٌّ وهو نائم، ولأجل ذلك يستيقظ إذا أوقظ، ويشاهد أنه يتقلب مع أنه نائم، ومع أن روحه خرجت، ولكن ليس خروجا كُلِّيًّا.
أما الاتصال الرابع: فهو الاتصال في القبر، لا بد أن روحه تتصل بجسده كما يشاء الله، ولو أن جسده أصبح ترابا، فإن الله تعالى قادر على أن يوصل إليه شيئا من الحياة بهذه الروح.
أما الاتصال الخامس: فهو الاتصال في الآخرة عندما يُبْعَثُ حيا وذلك هو أتم الاتصالات، بحيث لا يعتريه بعدها نوم، ولا موت، ولا خمول، ولا ألم. ويكون اتصالا كُلِّيًّا، ومعلوم أن الأحكام تتفاوت بهذه الاتصالات.
فالأحكام في الدنيا على الأبدان، ولكن الأرواح تابعة لها؛ ولذلك العقوبات تكون على البدن، فالجلد للزاني، أو للشارب، أو القاذف على البدن، وكذلك القتل قصاصا على البدن، وكذلك أيضا قطع اليد في السرقة على البدن، والقصاص في الأطراف على الأبدان. أما الأحكام في البرزخ فإنها على الأرواح ولكن الأجساد تابعة لها، ولو قد بليت وفنيت، فالأحكام على الأرواح، الروح هو الذي ينعم، ويعذب، ويصعد، وينزل، ويسأل، ويجيب في البرزخ، فالأحكام على الأبدان في الدنيا، والأرواح تابعة لها، وعلى الأرواح في البرزخ، والأبدان تابعة لها.
أما في الدار الآخرة فإن الأحكام على الجميع -على البدن والروح-؛ وذلك لأن الروح قد اتصلت بالبدن اتصالا كُلِّيًّا، اتصالا كاملا، لا يعتريه بعد ذلك تغير ولا خروج ولا انتقال؛ فهذا دليل على أن الروح تنفصل عن الجسد.