اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
148541 مشاهدة print word pdf
line-top
اتصالات الروح

...............................................................................


ذكر العلماء أن للروح في الجسد خمس اتصالات:
اتصال وهو في الرحم قبل أن ينفصل إلى الدنيا، ولأجل ذلك تحس به الحامل أنه يتحرك في بطنها، دليل على أن فيه روحا، وإن كانت تلك الروح لم يتكامل وجودها.
والاتصال الثاني: في هذه الدنيا في اليقظة، فإنهم يعلمون أنها اتصلت به، وأنه يتحرك بواسطة هذه الروح، ويتقلب في أمره، ولا يتحرك منه جزء -ولو شفير عينه- إلا بواسطة هذه الروح.
والاتصال الثالث: في النوم. معلوم أيضا أنه حَيٌّ وهو نائم، ولأجل ذلك يستيقظ إذا أوقظ، ويشاهد أنه يتقلب مع أنه نائم، ومع أن روحه خرجت، ولكن ليس خروجا كُلِّيًّا.
أما الاتصال الرابع: فهو الاتصال في القبر، لا بد أن روحه تتصل بجسده كما يشاء الله، ولو أن جسده أصبح ترابا، فإن الله تعالى قادر على أن يوصل إليه شيئا من الحياة بهذه الروح.
أما الاتصال الخامس: فهو الاتصال في الآخرة عندما يُبْعَثُ حيا وذلك هو أتم الاتصالات، بحيث لا يعتريه بعدها نوم، ولا موت، ولا خمول، ولا ألم. ويكون اتصالا كُلِّيًّا، ومعلوم أن الأحكام تتفاوت بهذه الاتصالات.
فالأحكام في الدنيا على الأبدان، ولكن الأرواح تابعة لها؛ ولذلك العقوبات تكون على البدن، فالجلد للزاني، أو للشارب، أو القاذف على البدن، وكذلك القتل قصاصا على البدن، وكذلك أيضا قطع اليد في السرقة على البدن، والقصاص في الأطراف على الأبدان. أما الأحكام في البرزخ فإنها على الأرواح ولكن الأجساد تابعة لها، ولو قد بليت وفنيت، فالأحكام على الأرواح، الروح هو الذي ينعم، ويعذب، ويصعد، وينزل، ويسأل، ويجيب في البرزخ، فالأحكام على الأبدان في الدنيا، والأرواح تابعة لها، وعلى الأرواح في البرزخ، والأبدان تابعة لها.
أما في الدار الآخرة فإن الأحكام على الجميع -على البدن والروح-؛ وذلك لأن الروح قد اتصلت بالبدن اتصالا كُلِّيًّا، اتصالا كاملا، لا يعتريه بعد ذلك تغير ولا خروج ولا انتقال؛ فهذا دليل على أن الروح تنفصل عن الجسد.

line-bottom