لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
148586 مشاهدة print word pdf
line-top
حكم الأحاديث الضعيفة الواردة في الجنة والنار

...............................................................................


نعرف أيضا أن الأحاديث التي وردت في ذكر الجنة وثمارها، وما فيها قد يكون كثير منها ضعيفا أو موضوعا أو منكرا؛ ومع ذلك يذكره العلماء فيذكرونه بإسناده؛ ليكون الحكم عليه بعد الحكم على إسناده، فيقولون: ذكرناه لك بهذا الإسناد، ولك أن تحكم عليه بالنظر إلى هؤلاء النقلة، وكذلك أحاديث كثيرة في عذاب النار يذكرونها؛ ولو كانت ضعيفة أو منكرة، ويقولون: احكم عليها أيها السامع بنظرك في إسنادها وفي ألفاظها، ويذكرونها لأجل الترغيب والترهيب؛ الترغيب في الخير يعني: ذكر فضائل الأعمال، وذكر ثواب الأعمال؛ حتى يرغب الصالحون في كثرة الأعمال التي تقربهم إلى رضوان ربهم.
وكذلك يذكرون الأحاديث التي في العذاب، ولو كان فيها شيء من النكارة؛ حتى يبتعد السامعون لها عن أسباب هذا العذاب.
فإذا عرفوا أن الجنة لا تحصل إلا لأهل الإيمان، ولأهل الأعمال الصالحة والتوبة النصوح، وترك المنكرات والبعد عنها؛ فإنهم يعملون الأعمال الصالحة ويتركون السيئات، وإذا عرفوا أن النار يدخلها أهل الفواحش وأهل الكفر والفسوق والعصيان؛ هربوا منها وتركوا هذه المعاصي والمحرمات، ولو كان في تلك الأدلة شيء من الضعف أو أن بعضها محكوم عليه بالوضع، لكن فيها فائدة، وهي حث من سمعها على مواصلة الأعمال الصالحة.
قد ذكروا أنه يجوز العمل بالحديث الضعيف بثلاثة شروط:
الأول: أن لا يكون الضعف شديدا؛ بحيث يكون مكذوبا أو موضوعا.
والثاني: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته؛ فيقول على الله وعلى نبيه ما لم يقل.
والثالث: أن يكون داخلا تحت قاعدة عامة؛ ككونه ترغيبا في الجنة أو ترهيبا من النار؛ فإن سؤال الجنة والاستعاذة من النار هو مقصد كل طالب للحق، وكل مؤمن؛ نهاية طلبه الاستعاذة من النار وسؤال الجنة، ولكن الجنة لها أعمال، فإذا عرف أعمالها حرص على أن يفي بتلك الأعمال، والنار لها أعمال، من عرفها ترك تلك الأعمال التي تؤهل للنار حتى يسلم من هذه ويكون من أهل هذه. والآن نواصل القراءة.

line-bottom