لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
148547 مشاهدة print word pdf
line-top
الإيمان بالغيب من صفات المتقين

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وصف الله تعالى المتقين بالإيمان بالغيب، قال الله تعالى: ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ هذا أول صفة الذين يؤمنون بالغيب، والغيب كل ما أخبر به مما هو غائب غير مشاهد، وإذا كان المُخبِر به ممن يجب تصديقه، فإن المُخبَر يجزم بصحة ذلك الخبر ويتحقق صحته، وبذلك تظهر عليه آثار ذلك الإيمان، وقد دخل في الإيمان بالغيب أركان الإيمان الستة فإنها كلها إيمان بالغيب، فإن الإيمان بالله تعالى إيمان بوجوده، وإيمان بما أخبر عن نفسه من الأسماء والصفات، وإيمان بأفعاله وبعقوباته، وما أحل به أحله بمن عصاه، وإيمان بوعده ووعيده وإيمان بثوابه وعقابه، كل ذلك داخل في الإيمان بالغيب.

كذلك من الإيمان بالغيب الإيمان بملائكة الله وذلك لأنه أخبر عنهم ونحن ما رأيناهم، فوصفوا في القرآن ووصفوا في الأحاديث بصفات قد يستغربها الذي يسمعها، ولكن إذا تحقق أن الذي أخبر بها هو الله تعالى ورسوله الصادق الأمين صدّق بذلك، وإن لم يدركه العقل وإن استبعد ذلك من استبعده. فهذا من حقيقة الإيمان، وقد حدث قوم لا يصدقون إلا بما يدركونه بحواسهم وكل ما لم يروه فإنهم لا يصدقون بوجوده أو لم يسمعوه أو لم يمسوه.

line-bottom