إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
121364 مشاهدة
قدرة ملك الموت على الإماتة مع تباعد المسافات

...............................................................................


ثم قد يقال: إن الدنيا واسعة, وإن الأرض مترامية الأطراف, وإننا نشاهد أن إنسانا يموت في المشرق, وآخر يموت في المغرب, أو عشرات يموتون في لحظة واحدة، فكيف يكون ملك الموت في هذا وفي هذا؟ كيف يكون في الشرق وفي الغرب وهو ملك واحد في لحظة واحدة؟
سمعنا ما ذكر عنه أن الله زوى له الأرض حتى كأنها طست -الإناء الذي تُغْسَلُ فيه الثياب-. هذا الطست يعني: شيء يسير بين يديه، فله قدرة على أن يقبض مائة ألف في لحظة واحدة، وفي طرفة واحدة, يقبضها كما يشاء، وكذلك أيضا معه ملائكة, الملائكة الذين يقبضون عظام الأرواح تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ وفي الآية التي سمعنا قول الله تعالى: وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ يخاطبون هؤلاء الذين حضرهم الموت أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ يعني: أرواحكم, فتخرج أرواحهم، فتقبضها هؤلاء الملائكة.
ففي بعض الروايات: أن ملك الموت يقبضها، ثم تأخذها منه تلك الملائكة, فيجعلونها في تلك الأكفان وذلك الحنوط ونحوه، وفي بعضها أن الملائكة تقبض الأرواح من هنا ومن هنا وإذا قبضت الأرواح فإنه يقبضها منهم, وله التمكن من ذلك.