إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
139657 مشاهدة print word pdf
line-top
أقسام الناس بين العلم والعمل

فيكون عندنا أربعة أقسام:
العالم الْمُطَبِّق الذي تَعَلَّمَ وعرف وطبّق وعمل، فهذا على سبيل النجاة.
والثاني: العالم الْمُتَفَقِّه الذي لم يُطَبِّقْ ولم يعمل, بل تعلّم, ولكنه ترك العمل وأعرض عنه, فهذا هالك.
والثالث: الذي أَصَرَّ على الجهل وترك العلم, وترك العمل, هذا أيضا هالك.
والرابع: الذي عمل, ولكن بدون علم, تخبط في العمل, وأخذ يعمل, ولكنه ليس على نور ولا على برهان, فعمله مردود.
فَنَعْرِفُ بذلك أن ثمرة العلم العمل. نرجو أن نكون بتعلمنا في هذا المكان, وفي غيره نقصد بذلك أن نعمل على برهان وبصيرة؛ سيما ونحن نكرر في هذا الدرس -درس العقيدة- أي: ما يتعلق بعقيدة المسلم, ماذا يقوله بلسانه في ربه سبحانه، وماذا يعتقده بقلبه, وماذا يعرفه من الأدلة على ذلك، وكذلك دلائل الإيمان الغيبية؛ الإيمان بالغيب، وما إلى ذلك, فإن هذه العلوم وإن كان أكثرها اعتقادا, فإن الاعتقاد والتوحيد الاعتقادي يبعث على التوحيد العملي.

line-bottom