لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
148528 مشاهدة print word pdf
line-top
ما ورد في الحور العين

...............................................................................


ورد -كما سمعنا- أن أحدهم يكون له زوجة, وأن عليها سبعين حلة, أي لباس من أنواع الحرير, والديباج, والإستبرق ونحوه؛ وأنه مع ذلك يُرى مُخَّ ساقها من وراء اللحم والعظم, كأن ساقها الدر والياقوت. الياقوت: هو مَعْدِنٌ شديد البياض؛ ومع ذلك فإن لونه كلون الزجاج يخرقه البصر، إذا خرق هذا وأدخل فيه السلك الأحمر أو نحوه -ولو كان ثخينا- ترى السلك في وسطه؛ لصفائه، فهكذا شُبّه لحمها ودمها وعظامها أنه: كالدر والياقوت.
وكذلك أيضا ورد في بعض الروايات أن صدره مرآة لها, وصدرها مرآة له، وأن لكل مسلم أو مؤمن يدخل الجنة عددا من الزوجات؛ وصف الله تعالى أو ذكر صفاتهن، مثل قول الله تعالى: فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ .
هذه صفة مدح أنها تكون قاصرة طرفها، تقصر طرفها على زوجها؛ فلا تمتد إلى غيره، ولا تطمع في غيره، ولا يطمع في غيرها: قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ .
ثم ذُكر أيضا أنه كلما قام عنها رجعت إلى بكارتها؛ ولذلك ذَكر أنها لم تُطْمَثْ. يعني: لم يطأها قبله إنسي ولا جني، وإنما هي بِكْرٌ؛ كما أخبر الله بقوله تعالى: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا .
الْعُرْب: المتحببات، والأتراب: المتساويات. أي: متساويات في السن. هذا من ثواب أهل الجنة.
كذلك أيضا: ما ذكر في الجنة من الأشجار. مَرَّ بنا الحديث الذي فيه أن: في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها حديث في الصحيح وذكر ابن كثير عند تفسير قول الله تعالى: طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ في سورة الرعد أن طوبى اسم شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام، وذكر من صفاتها، ومن سعتها كلاما كثيرا نقله, أو نقل بعضه الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه: فتح المجيد عند قوله صلى الله عليه وسلم: طوبى لرجل آخذ بعنان فرسه... إلى آخره. فهذا أيضا مما في الجنة؛ هذا الشجر.
ورد في بعض الأحاديث أنه يستخرج من سوقها حلل وأكسية من حرير، ومن ديباج، ومن إستبرق، قد ذكر الله أن هذا أيضا.. أنه من ثواب أهل الجنة، في قول الله تعالى: أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وذكر أنهم: يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وأنه: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وذكر أيضا أنه: وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا وغير ذلك من الأدلة التي يتبين منها عظم هذا الثواب، دار كرامة الله تعالى.

line-bottom