شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
آراء العلماء والفلاسفة عن الروح
...............................................................................
وقد تكلم العلماء في هيكل هذا الروح، وأطالوا الكلام فيه، وكذلك تكلم فيه الفلاسفة ونحوهم. فيسمون الروح: النفس الناطقة، هكذا يتحققون، حتى الفلاسفة يتحققون أن هناك أرواحا، وأن الجسد ليس هو المستقل وحده بهذه الحياة الدنيا، بل لا بد أن يكون هناك ما يحييه وهي هذه الروح. ولقد اختلفوا في كيفيتها، وكانت نهايتهم التوقف.
مر بنا أن اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح؟ ماهية الروح: ما كيفيتها؟ أنزل الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وقد تكلم العلماء أولا على كيفيتها: هل الروح لها وزن؟ هل لها ثقل؟ ما رأوا لها ثقلا.. إذا وُزِنَ الإنسان وهو حي، ثم وُزِنَ بعد موته ما تغير وزنه. هذه الروح ما زادت في ثقله، ولا زادت في وزنه.
كذلك أيضا قد يسلط الله الروح الجنية- أرواح الجن- على الإنسان، فيتسلط الجني على جسد الإنسان، فيلابسه ويغلب على معنويته، ويصير ذلك الجني هو الذي لابس جسد الإنسان، ومع ذلك لا يُرَى ذلك الجني، ولا يكون له ثقل، ولا يظهر له وزن، إذا وزن ذلك المصروع الذي لابسه الجن، ثم وزن بعدما يخرج ذلك الجني من جسده ما ظهر تفاوت، ولا ظهر له وزن، ولا تغير وزنه، ذلك دليل على أن هذه الأرواح خفيفة، ولكنا لا نعلم كيفيتها .
انتهت أقوال العلماء على أن يقولوا: الروح من أمر ربي روح الإنسان التي يحيا بها جسده، وكذلك بقية الأرواح، يعجز فكر الإنسان عن أن يتصورها؛ لأن البصر يخرقها، ولأنها لا شيء يشاهدها، ولا تحس، ولا تمس ظاهرا. لكن الله تعالى أقدر هؤلاء الجن -كما أقدر الملائكة- على التشكل فلهم قدرة على أن يظهروا بأشكال متفاوتة، على أن يتشكلوا بصور متنوعة، فالجني تارة يظهر بصورة كلب، وبصورة حمار، وبصورة حية، وبصورة ذئاب، أو يتصور بصورة إنسان، قد يتصور بصورة شيخ هرم، أو بصورة شاب قوي، أو بصورة أنثى، يقدر بقدرة الله تعالى على أن يتشكل بأشكال متعددة، ومع ذلك فإن أصله روح بلا جسد، وقد كثر كلام المتكلمين حول هذه الأرواح وأطالوا القول فيها.
فهناك من الفلاسفة مَنْ يدعون أنها غير مخلوقة، وأنها هبطت من السماء، واتصلت بهذه المخلوقات، ثم بعد ذلك تفارقها: تفارق هذه الأجساد عند الموت، ومن هؤلاء الفلاسفة فيلسوف يقال: له ابن سينا اسم> وله قصيدة في ذلك مطلعها قوله:
هبطت إليـك من المحـل الأرفـع | رقــاء ذات تقلـــب وتفجــع |
صلـت على كـره فلما واصلـت | ألفتْ مـرافـقـة الخـراب البلقـعِ |
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الملائكة خُلِقَتْ من النور في قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ولما ادعى الفلاسفة أن الروح هو جميع هذا الهواء الذي جعله الله تعالى في هذه الأرض، وما فوقها، رد عليهم العلماء بالأدلة التي تدل على أن كل إنسان له روح.
فمن الآيات قول الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكذلك الأحاديث الكثيرة في قبض الروح أشهرها حديث البراء بن عازب اسم> الذي في السنن، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وفي حديث آخر: رسم> فتُسَلّ روحه كما تسل الشعرة من العجين رسم> أي لا يتأثر رسم> فإذا أخذ روحه لم يدعه في يده طرفة عين حتى يجعلها في ذلك الحنوط وفي تلك الأكفان وذلك الياسمين رسم> إلى آخر الحديث. وقال في الكافر: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فإن هذا دليل على أن الملائكة يقبضون الأرواح وأنهم يكفنونها، ويصعدون بها إلى السماء، وأنه يشيعها من كل سماء مقربوها، ويخرج منها كأطيب ريح وجدت على ظهر الدنيا، وأنهم كلما مروا على ملأ من الملائكة يقولون: ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون: فلان بن فلان -بأحسن أسمائه في الدنيا- وذكروا ضد ذلك في الكافر. فهذا دليل على أن الروح تقبض، وأنها تصعد إلى السماء، وأن الملائكة يكفنونها ويحنطونها.
وفي الحديث أنه قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
مسألة>