جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
165308 مشاهدة print word pdf
line-top
تمايز الملائكة عن البشر في الطبائع والصفات

...............................................................................


فخلقهم آية من آيات الله:
أولا: كثرة عددهم، لا يحصي عددهم إلا الله وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ .
وثانيًا: عدم مشابهتهم لخلق الإنسان، فالإنسان له جرم وله ثقل، وخُلق من لحم ودم وعظم، وشعر وجلد ونحو ذلك. والملائكة لا تدركهم الأبصار -أبصار البشر- فهم من خلق, أو من جنس آخر غير خلق البشر.
ثالثًا: خفتهم، كونهم يقطعون المسافات في زمن قصير. أعطاهم الله تعالى ذلك.
رابعًا: سخرهم الله تعالى لما سخرهم له، ولما أراد منهم, فهم دائمًا لا يتعذرون مما أمرهم الله به, كما في قول الله تعالى: لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ .
وهكذا -أيضًا- وظائفهم التي خلقوا لها, والتي كلفوا بها, يفعلون ما يؤمرون, فلله تعالى في خلقهم حكمة عظيمة. وكذلك ما روي في عظم خلق بعضهم.
مرَّ بنا الحديث الذي فيه قوله صلى الله عليه وسلم: أذن لي أن أحدث عن ملك ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة سنة ملك واحد من الملائكة. كذلك: عظم خلق كثير منهم على ما وصف الله تعالى من هيئتهم وخلقتهم؛ بحيث لا يعلم ذلك منهم إلا الله سبحانه.

line-bottom