الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
175001 مشاهدة print word pdf
line-top
تمايز الملائكة عن البشر في الطبائع والصفات

...............................................................................


فخلقهم آية من آيات الله:
أولا: كثرة عددهم، لا يحصي عددهم إلا الله وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ .
وثانيًا: عدم مشابهتهم لخلق الإنسان، فالإنسان له جرم وله ثقل، وخُلق من لحم ودم وعظم، وشعر وجلد ونحو ذلك. والملائكة لا تدركهم الأبصار -أبصار البشر- فهم من خلق, أو من جنس آخر غير خلق البشر.
ثالثًا: خفتهم، كونهم يقطعون المسافات في زمن قصير. أعطاهم الله تعالى ذلك.
رابعًا: سخرهم الله تعالى لما سخرهم له، ولما أراد منهم, فهم دائمًا لا يتعذرون مما أمرهم الله به, كما في قول الله تعالى: لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ .
وهكذا -أيضًا- وظائفهم التي خلقوا لها, والتي كلفوا بها, يفعلون ما يؤمرون, فلله تعالى في خلقهم حكمة عظيمة. وكذلك ما روي في عظم خلق بعضهم.
مرَّ بنا الحديث الذي فيه قوله صلى الله عليه وسلم: أذن لي أن أحدث عن ملك ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة سنة ملك واحد من الملائكة. كذلك: عظم خلق كثير منهم على ما وصف الله تعالى من هيئتهم وخلقتهم؛ بحيث لا يعلم ذلك منهم إلا الله سبحانه.

line-bottom