إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
148552 مشاهدة print word pdf
line-top
عدد السماوات

...............................................................................


أخبر تعالى في آيات كثيرة أنه خلقها سبعا؛ سبع سماوات قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا هكذا أخبر بأنه خلق سبع سماوات طباقا، يعني: طبقة بعد طبقة, وسماء فوق سماء, وأنه جعل القمر فيهن نورا؛ نورا فيهن, وجعل الشمس سراجا يعني: مضيئا, وكذلك قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ هل ترى فطورا, أو ترى شقوقا أو خللا في خلق هذه المخلوقات؟ لا ترى فيها تفاوتا, ولا ترى فيها نقصا, ولا ترى فيها خللا, ولو رجعت البصر مرة بعد مرة فإن البصر مع تحديقه وتقليبه يرجع إلى صاحبه كليلا خاسئا، يعني: حسيرا, لم يجد عيبا ولم يجد خللا.
ثم قد أخبر الله تعالى في هذه الآيات بأن السماوات سبع، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالمسافات التي بينهن, وبكثف كل سماء, فورد أنه قال: ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة أي: من الأرض إلى السماء، ثم كثف السماء الدنيا، يعني: غلظها خمسمائة سنة, ثم ما بينها وبين السماء الثانية مسيرة خمسمائة سنة, وكثف السماء الثانية كذلك، وما بين السماء الثانية والثالثة كذلك, كل سماء غلظها خمسمائة سنة, والمسافة بينها وبين التي فوقها خمسمائة سنة إلى السماء السابعة. ذكر أن فوق السماء السابعة بحر من أعلاه إلى أسفله كما بين سماء إلى سماء في بعض الأحاديث أن فوق ذلك ثمانية أوعال ما بين أظلافهن وركبهن كما ما بين سماء إلى سماء، وهم حملة العرش، ذكر أنهم على خلقة أوعال؛ مع أن خلقهم لا يقدر قدره إلا الله.

line-bottom