قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
166361 مشاهدة print word pdf
line-top
بين المؤمنين الأتقياء والعصاة الأشقياء

...............................................................................


وإذا أراد العبد أن يقوي إيمانه فإن عليه أن يتتبع الأخبار التي في كتاب ربه وفي سنة نبيه، والتي أخبر الله تعالى فيها أخبر فيها عن الأمم السابقة, وأخبر عن الأمم اللاحقة، فإذا تتبعها ورأى وصَدَّق ما رأى أو ما سمع، رأى كيف أن ربه أحل بالعصاة أنواع العقوبات, وأنزل بهم المثلات، وانتقم منهم لما كذبوا رسله, وأنهم لما لم يؤمنوا, ولم يقبلوا ما أوحي به إلى أنبيائهم, بل ردوا ذلك وعاندوا, انتقم الله منهم، والله عزيز ذو انتقام.
مَنْ صدّق بهذا وأيقن به يقينا ثابتا يقينا علميا فإنه يحذر من نقمة الله تعالى, يقول: هذا أثر من كذّب، هذا أثر التكذيب، هذا أثر المخالفة. وهكذا أيضا رأى وسمع أن ربه سبحانه أنجى أهل الإيمان الذين صدّقوا الرسل, وعملوا الصالحات, ولم ينلهم من العذاب ما نال غيرهم من المكذبين, بل أنجى الرسل ومن معهم, علم أثر الإيمان وفائدته أنه سبب للنجاة من أنواع العذاب.
ذكر الله تعالى أنه أنجى نوحا ومَنْ آمَنَ معه وقال: اركبوا فيها بسم الله, يقول الله تعالى -لما أخبر تعالى أنهم كذبوا نجاه الله تعالى وقال: فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ .
البقية أهلكوا, هل أنت تصدق بهذا؟ تصدق به؛ لأنه خبر من الله تعالى, وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ؟! هل عرفت ما سبب نجاة من نجا في السفينة؟ إنه الإيمان, إنه التصديق, إنه العمل الصالح. هل عرفت سبب الذين أهلكهم الله، كما في قول الله تعالى: ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ ؟ ما سبب غرقهم؟ إنه الكفر, والتكذيب, ورد الرسالة. فإذا عرفت أن هذه عاقبة المتقين, وهذه عاقبة الأشقياء, فتعرف السبب في هلاك هذا, وفي نجاة هذا, أن هذا حَمَلَهُ قوة الإيمان والتصديق على أن أطاع الرسول فيما جاء به.

line-bottom