لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
139783 مشاهدة print word pdf
line-top
ذكر خلق جبريل عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال -رحمه الله تعالى- قال: حدثنا محمد بن يحيى بن منده قال: حدثنا عبد الأعلى بن واصل قال: حدثنا يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح عن موسى بن أبي عائشة -رحمه الله تعالى- قال: بلغني أن جبريل صلى الله على نبينا وعليه وسلم إمام أهل السماء.
قال: حدثنا الوليد بن أبان قال: حدثنا أبو معين ويعقوب بن سفيان قالا حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا الحارث أبو قدامة عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها وكري الطائر فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسمت حتى ارتفعت فسدت الخافقين، وأنا أقلب طرفي ولو شئت أن أمس السماء مسست فالتفت إلى جبريل كأنه حلس لاطئ فعرفت فضل علمه بالله تعالى علي وفتح له باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم ولُطَّ دوني الحجاب وفوقه الدر والياقوت فأوحى إلي ما شاء أن يوحى .
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث قال: حدثنا المقدمي قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثنا أبي عن قتادة عن الحسن -رحمه الله تعالى- فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى قال: أوحى الله عز وجل إلى جبريل عليه السلام ورأى نبي الله صلى الله عليه وسلم الحجاب .
قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا المقدمي قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا الشيباني عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته له ستمائة جناح .
قال: حدثنا محمد بن العباس بن أيوب قال: حدثنا زياد بن يحيى قال: حدثنا عبد ربه عن بارق الحنفي قال: حدثني خالي زميل بن سماك أنه سمع أباه يحدث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن جبريل يوم القيامة لقائم بين يدي الجبار تبارك وتعالى ترعد فرائصه فرقا من عذاب الله تعالى يقول: سبحانك لا إله إلا أنت ما عبدناك حق عبادتك إن ما بين منكبيه كما بين المشرق والمغرب أما سمعت يا حنفي قول الله تبارك وتعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا والصواب: شهادة أن لا إله إلا الله.
قال: ذكر محمد بن العباس قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال: حدثنا سعيد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن طلحة بن مصرف عن الوليد بن قيس عن إسحاق بن أبي كهتلة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير جبريل في صورته إلا مرتين أما واحدة فإنه سأله أن يريه نفسه فأراه نفسه فسد الأفق، وأما الأخرى فإنه كان معه فصعد فذلك قوله: وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى فلما أحس جبريل ربه تبارك وتعالى عاد في صورته وسجد فذلك قوله تعالى: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى قال: خلق جبريل عليه السلام .
قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن نصر الحمال قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع -رحمه الله تعالى- في قوله تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ قال: هذا ثناؤه على جبريل ثم رجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقال: وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ فأتاه من الأفق في صورته حتى انتهى إليه عند الضحى فقال: وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى هذه السورة كلها.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا كثير بن شهاب قال: حدثنا محمد بن سعيد بن سابق قال: حدثنا أبو جعفر عن الربيع ذو مرة فاستوى قال: هو جبريل وهو بالأفق الأعلى قال: السماء الأعلى يعني جبريل ثم دنا فتدلى قال: هو جبريل فأوحى إلى عبده ما أوحى قال: على لسان جبريل ولقد رآه نزلة أخرى قال: رأى جبريل صلى الله عليه وسلم في صورته.
قال: حدثنا يحيى بن عبد الله قال: حدثنا سلمة قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى: ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى قالا هو جبريل في قوله ما كذب الفؤاد ما رأى قالا رأى جبريل في صورته التي هي صورته قالا وهو الذي رآه نزلة أخرى.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا موسى قال: حدثنا أبو خالد عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب -رحمه الله- لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى قال: جبريل من آيات الله الكبرى وفي قوله: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى قال: رأى جبريل في صورته.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد -رحمه الله تعالى- في قوله: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى يعني قوم لوط أهوى بها جبريل ورفعها إلى السماء ثم أهوى بها.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا إبراهيم بن فهد قال: حدثنا موسى قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد -رحمه الله- والمؤتفكة أهوى يعني قوم لوط أهوى بها جبريل ورفعها إلى السماء ثم أهوى بها.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا الحسين بن علي قال: قرئ على عامر عن أسباط عن السدي قال: فلما أصبحوا نزل جبريل صلى الله عليه وسلم فاقتلع مدائنهم من سبع أرضين فحملها حتى بلغ بهم السماء الدنيا حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح كلابهم وأصوات ديوكهم ثم قلبها فقتلهم فذلك حين يقول الله تبارك وتعالى: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى المنقلبة حين أهوى جبريل فاقتلعها بجناحه.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي قال: حدثنا الوليد عن خليد بن دعلج عن قتادة -رحمه الله تعالى- قال: كانت مدائن قوم لوط ثلاثة آلاف ألف بالسهل ببطن الغور والرابعة على الظاهر من الشراة فيها أربعة آلاف ألف إنسان قال قتادة -رحمه الله تعالى- وبلغنا أن إبراهيم -عليه السلام- كثيرا ما يستسلف على مدائن قوم لوط بسدوم. فيقول: أي يوم لك؟ قال قتادة بعث جبريل فانتسفها من أصولها من العروة السفلى بجناحه حتى سمع أهل السماء أصوات الديوك وضغاء الكلاب ثم أهوى بها إلى الأرض وصار أسفلها أعلاها وجرجم بعضهم على بعض وأتبع شُذّاذ القوم صخرا منضودا. قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أبو الحسن بن البراء قال: حدثنا علي بن إسماعيل بن إبراهيم الصنعاني قال: حدثني إبراهيم بن مسلم الأحول قال: سألنا وهب بن منبه -رحمه الله- عن خلق جبريل عليه السلام فزعم أن ما بين منكبيه من ذا إلى ذا خفق الطير سبعمائة عام.
قال: حدثنا علي بن سعيد العسكري قال: حدثنا محمد بن سليمان البصري قال: حدثنا معاذ بن هانئ اليشكري قال: حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن إسحاق الهاشمي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الروح الأمين جبريل عليه السلام له ستمائة جناح من لؤلؤ قد نشرها مثل ريش الطواويس .
قال: حدثني محمد بن يعقوب الأهوازي قال: حدثنا إسحاق بن الضيف قال: قرأت على عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما بين منكبي جبريل مسيرة خمسمائة عام للطائر السريع .


يتكلم في هذه الآثار على الملائكة، ولكن الكلام هاهنا على أحدهم وهو جبريل عليه السلام وهو ملك الوحي الذي ينزل بالوحي على الأنبياء، ورد في بعض الأحاديث أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ وليك من الملائكة؟ قال: جبريل فقالوا: إنه ملك العذاب, إنه الذي ينزل بالعذاب, وينزل بالسخط لو كان وليك هو ميكائيل لصدقناك واتبعناك, فإنه عدونا, أنزل الله تعالى: قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ إلى قوله: مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ فأخبر بأنه من عادى ملائكة الله فإن الله تعالى عدو له. ورد أنه هو الذي ينزل على الأنبياء بالوحي, خلقه الله تعالى كما خلق بقية الملائكة من أرواح بلا أجساد ظاهرة نشاهدها, نعلم وجود الملائكة, ولكن لا نتمكن من رؤيتهم.
قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم ينزلون، يقول صلى الله عليه وسلم: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار, فيجتمعون في صلاة العصر, وفي صلاة الفجر فيصعد الذين باتوا فيكم ... إلى آخر الحديث، مع أنهم لا يُشاهدون, يقولون: أتيناهم وهم يصلون, وتركناهم وهم يصلون, هل رآهم أحد من البشر؟ لا يُرَوْن, ولكن نتحقق أنهم ينزلون.
كذلك ملك الوحي الذي هو جبريل عليه السلام ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي, ولا يراه أحد ممن حوله, إلا أن الله تعالى جعل للأنبياء قوة إدراك؛ بحيث يرونهم وإن لم يروهم مَنْ حولهم، ثم عرفنا أن جبريل هو الذي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد سمعنا عظم خلقته التي خلق عليها أن له ستمائة جناح، وأن النبي صلى الله عليه وسلم رآه مرتين في صورته التي خلق عليها قد سد الأفق, وبقية الحالات كان يتمثل له بصورة رجل, أو يأتيه في غير ذلك من الصور؛ لأن الملائكة لهم قدرة, أقدرهم الله بها, أقدرهم على أن يتشكلوا فيظهر أحدهم في صورة إنسان صغير أو كبير, أو حاضر أو بادٍ, وقد يكونون في صور مختلفة لا نعلمها, مما يدل على عظمة خلق الله تعالى وعلى قدرته, ما سمعنا من خلق جبريل عليه السلام أنه له ستمائة جناح, وأنه رفع قرى قوم لوط كما سمعتم. ذكروا أنها عدد قرى وتعرف بسدوم.
هكذا ذكر المؤرخون اسمها سدوم وأنهم عددهم كثير, ذنبهم عظيم وهو فعل الفاحشة الذي أنكره الله عليهم وأنكره عليهم نبيهم، لما أصروا على تكذيب نبيهم وعلى فعل هذه الفاحشة عاقبهم الله أرسل إليهم هذا الملك الذي هو جبريل فاقتلع قريتهم أو قراهم, ورفعها على جناحه, حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح كلابهم, وصياح دِيَكتهم, ثم قلبها عليهم, ثم أمطر عليهم حجارة من سجيل منضود.
قد ذكر الله تعالى القلب في القرآن في قوله تعالى في سورة هود: فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ كيف جعل عاليها سافلها؟ لا بد أنه قلبها عليهم. في بعض الأحاديث التي سمعنا والآثار أنه اقتلع بلادهم وأرضهم من سبع أرضين, وأنه حملها على جناحه, وإن كان في هذا شيء من المبالغة، وذلك لأن بقية الأرضين منفصلة عن هذه الأرض التي نحن عليها, لكن اليقين أنه قلعت أرضهم وقراهم وأنها قلبت عليهم كما أخبر الله, ذلك دلالته ظاهرة على ما أعطى الله تعالى هذا الْمَلَك من القوة, كيف حمل هذه القرى وأهلها وأرضها حتى رفعهم، ثم أمره الله فقلبها عليهم, يستدلون بذلك على ما أعطاه تعالى من القوة.
وقد ذكر الله تعالى أيضا قُوَّتَهُ في قوله تعالى: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى الْمُعَلَّم هو النبي صلى الله عليه وسلم, بعدما قال: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى يعني: هذا القرآن عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى أي: نزل به شديد القوى, الذي هو الْمَلَك, الذي هو جبريل ملك الوحي ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى الْمِرَّة هي القوة, فَاسْتَوَى إما أن المراد: استوى يعني له ما أمره الله تعالى به من التعلم؛ أي كمل تعلمه, قال تعالى: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى أي: تكامل وهو بالأفق الأعلى. الأفق: واحد الآفاق, الشرق أو الغرب, قد سمعنا أنه لما رآه عليه الصلاة والسلام في صورته كان قد سد الأفق. أَحَد الآفاق: الشرق, أو الغرب, مع عظم هذا الأفق واتساعه، وهو بالأفق الأعلى.

line-bottom