(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
121493 مشاهدة
أسباب قوة الإيمان

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإيمان بالله سبحانه وتعالى يقوى بالنظر في آيات الله، وبالنظر في أخباره, وبالنظر في مخلوقاته يرسخ الإيمان، وتثبت أصوله ودعائمه، ولأجل ذلك يشاهد أن المؤمنين حقا لا يتزعزع إيمانهم، ولو كثرت الشبهات, ولو اعترتهم العقوبات ونحوها، ولو كثرت الفتن.
مثال ذلك: أن الصحابة رضي الله عنهم الذين آمنوا في مكة لما أنهم رأوا الآيات البينات في نبيهم -صلى الله عليه وسلم- ورأوا المعجزات الباهرات، ورأوا الدلالات الواضحات, عند ذلك صدقوا تصديقا جازما, تصديقا قويا امتلأت به قلوبهم، ورسخ الإيمان في أذهانهم، وامتلأت به أجسامهم، فلقوا من العباد ما لقوا, ومع ذلك ما صدهم عما كانوا عليه من هذا الإيمان.
نعرف أنهم أوذوا في ذات الله تعالى، وكذلك نالهم ضرر, عذبوا عذابا شديدا من قبل أقوامهم، وضُرِبُوا, وأُلْقُوا في الشمس, وألقيت على صدورهم الحجارة المحماة، وما زادهم إلا قوة وتصلبا، ثم بعدما نالوا من العذاب ما نالوا هاجروا, تركوا بلادهم وأهليهم وأموالهم وديارهم وعشائرهم, وذهبوا إلى الحبشة قطعوا هذه المسافات، وقطعوا هذه البحار إلى أن صاروا هناك في الحبشة ؛ ليتمكنوا من عبادة ربهم، وليظهروا دينهم, لا شك أن الذي حملهم على ذلك هو تصلبهم في دينهم, وتمسكهم به.
وهكذا هاجروا بعد ذلك إلى المدينة وبقوا في المدينة في قلة, في خطر, وفي شدة, وفي اشتداد مؤونة, وفي جوع, وفي جهد، ومع ذلك تصلبوا وصبروا, وما قالوا: سوف نرجع إلى بلادنا، أو سنرجع إلى دين آبائنا، وذلك لأنهم اتضح لهم أن ما هم عليه هو الحق.