(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
139738 مشاهدة print word pdf
line-top
عقيدة أهل السنة في الروح

...............................................................................


من عقيدة أهل السنة أولا: أن الأرواح مخلوقة, وثانيا: أنها باقية بعد خروجها من الأجساد وأن موتها هو مفارقتها لهذا الجسد، وقد ذكرنا أنهم اختلفوا اختلافا كثيرا في كيفية هذه الروح, وفي ماهيتها, ولم يصلوا إلى قول مُحَقَّقٍ.
نهاية قولهم أن قالوا ما قال الله: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وقد أضاف الله تعالى الروح إلى نفسه إضافة مخلوق إلى خالقه؛ في قصة خلق آدم في قوله تعالى: إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ نفخت فيه من روحي, يعني: جسد, أول ما خلق نفخت فيه الروح, فعاش بعدما كان جسدا ملقى, نفخت فيه من روحي، الآن نعلم كيفية تلك الروح التي تنفخ فيه, وكذلك أيضا أخبر أن عيسى روح من الله في قوله تعالى عن عيسى إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ يعني: من جملة الأرواح التي خلقها, وقد أخبر أيضا أن عيسى ينفخ في الطير, فيعيش الطير, يقول: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي يعني: أعطاه الله تعالى في نفَسه حياة وروحا, ينفخ في ذلك الصورة التي يصورها من الطين, حتى تكون هيكلا لحما وعظاما وريشا, فينفخ فيها تلك الصورة, فيطير ذلك الطير، ولكن يقولون: إنه يطير, حتى إذا غاب عن الأعين سقط ميتا؛ ليعلم الفرق بين خلق الله تعالى وخلق عيسى مع أنه أخبر بأن هذا الخلق, بأنه خلق بإذنه بإذني أي: بإرادتي ومشيئتي.
فالحاصل أننا نعتقد أنا قاصرون عن إدراك معرفة خلق الله تعالى وأصغر الخلق, بل وأقربهم إلينا وهي هذه الأرواح، فإذا عجزنا عن معرفة كيفيتها، فكيف نخوض بعد ذلك في تكييف خلق الله تعالى, أو في تكيّف صورة, أو تصوير شيء من صفاته؟! فنحن عن ذلك أَوْلَى وأعجز, فعلينا الرضا والتسليم. الآن نواصل القراءة.

line-bottom