الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
148739 مشاهدة print word pdf
line-top
مادة خلق الملائكة

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كثيرًا ما يأمر الله تعالى بالتدبر, وبالنظر في مخلوقاته, وعجائب آياته ويلفت أنظار الناس إلى ما فيها من الاعتبار، وكونها من آيات الله التي تَدُلُّ على عظمته سبحانه, وجلاله, وكبريائه، مثل قول الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ يعني: آيات عظيمة، أن خلق الخلق مبدأ أمرهم من تراب وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا من الآيات العظيمة: أن خلق من كلٍّ زوجين اثنين؛ حتى يتم التواجد لكل جنسين -ذكر وأنثى- من الطيور ومن الحيوانات البهيمية، ومن الحشرات ومن السباع وما أشبه ذلك؛ مع أنه تعالى قادر على أن يخلقهم بدون هذا التزاوج؛ ولكن جعل ذلك آية وسببًا ظاهرًا.
ثم إنه تعالى خلق الملائكة كما شاء، ولم يُذكر أن فيهم رجالا وإناثًا، ولا أنهم يتزاوجون؛ بل يخلقهم الله كما شاء؛ سواءٌ خَلْقُهُم: خلق أولهم مما خلق منه آخرهم، أو خلقهم بدون مادة, أو بدون سبب؛ لكن الله تعالى هو الذي خلقهم.
فثبت في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وُصف لكم فأخبر بأن الملائكة خُلِقَتْ من نور، ولا يبعد أن كلهم خُلِقُوا من النور، وأنه خلق منه أولهم وآخرهم، ويمكن -كما قال بعضهم- أنهم يُخلقون من مواد أخرى، كما ذكر أن هناك ملكا ينغمس في ماء, أو نحوه، ثم يتقاطر منه نقاط, يخلق الله من كل نقطة أو قطرة ملكًا، أو غير ذلك من الأسباب في خلقهم.

line-bottom