لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
172428 مشاهدة print word pdf
line-top
حكم القراءة على ماء زمزم من شخص معين للاستشفاء

سؤال: ما حكم القراءة على ماء زمزم من قبل أشخاص معينين؛ لإعطائه شخصًا ما لتحقيق غرض منه أو لشفائه ؟
الجواب: روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه شرب من ماء زمزم، وأنه كان يحمله، وأنه حث على الشرب منه، وقال: ماء زمزم لما شرب له فعن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء إلى الساقية فاستسقى، فقال العباس: يا فضل، اذهب إلى أمك فأت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشراب من عندها. فقال: اسقني. فقال: يا رسول الله، إنهم يجعلون أيديهم فيه، قال: اسقني، فشرب ثم أتى زمزم وهم يستقون ويعملون فيه، فقال: اعملوا فإنكم على عمل صالح، ثم قال: لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل، يعني على عاتقه وأشار إلى عاتقه رواه البخاري .
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ماء زمزم لما شُرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته يشبعك أشبعك الله به، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة جبريل وسقيا إسماعيل رواه الدارقطني وأخرجه الحاكم .
وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت تحمل من ماء زمزم، وتخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يحمله رواه الترمذي إلى غير ذلك من الأحاديث التي وردت في فضل ماء زمزم وخواصه.
وهذه الأحاديث وإن كان في بعضها مقال، إلا أن بعض العلماء صححهـا وعمل بها الصحابة، واستمر العمل بمقتضاها إلى يومنا، ويؤيد ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في زمزم: إنها مباركة وإنها طعام طعم وزاد أبو داود بإسناد صحيح: وشفاء سقم .
ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرأ في ماء زمزم لأحد من أصحابه ليشربه أو يتمسح به، تحقيقًا لغرض، أو رجاء الشفاء من مرض، مع عظم بركته وعلو درجته وعميم نفعه وحرصه على الخير لأمته، ومع كثرة تردده على زمزم قبل الهجرة، وفي اعتماره مرات، وحجه للبيت الحرام بعد الهجرة، ولم يثبت أيضًا أنه أرشد أصحابه إلى القراءة عليه، مع وجوب البلاغ عليه والبيان للأمة، فلو كان ذلك مشروعًا لفعله وبيَّنه لأمته؛ فإنه لا خير إلا دلهم عليه ولا شر إلا حذرهم منه.
لكن لا مانع من القراءة فيه للاستشفاء به كغيره من المياه، بل من باب أولى لما فيه من البركة والشفاء للأحاديث المذكورة.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

line-bottom