إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
تفاسير سور من القرآن
93932 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: لتنذر به

...............................................................................


وقوله: لِتُنْذِرَ أصله مضارع أنذره ينذره إنذارا، والإنذار في لغة العرب التي نزل بها القرآن هو خصوص الإعلام المقترن بتهديد خاصة وتخويف. فكل إنذار إعلام وليس كل إعلام إنذارا؛ لأن الإنذار الإعلام المقترن بتخويف وتهديد خاصة.
وأصل ماضي هذا الفعل أنذر بالهمزة، وكان لو جرى على الأصل لقيل: لتؤنذر به، لكن القاعدة المقررة في فن التصريف أن كل فعل بني ماضيه على أفعل أن همزة أفعل تحذف وجوبا بقياس مطرد في مضارعه واسم فاعله واسم مفعوله.
ومفعول الإنذار هنا محذوف وقد دل عليه التفسير؛ أي لِتُنْذِرَ بِهِ الكفار المتمردين العاتين وتذكر به المؤمنين؛ فالقرآن إنذار لقوم تمردوا وعتوا وتذكرة وبشرى لقوم آخرين؛ كقوله: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا .
والمعنى أنزلنا إليك الكتاب لتخوف به الخلق الذين كذبوه ولم يتبعوه، وفي هذه الآية الكريمة وأمثالها من الآيات زواجر عظيمة ينبغي لنا أن نعتبرها؛ لأن خالقنا جل وعلا بين لنا في أول هذه السورة الكريمة سورة الأعراف، من هذا المحكم المنزل، الذي هو آخر كتاب نزل من السماء على آخر نبي بعثه الله في أرضه صلوات الله وسلامه عليه.
قال: إنه أنزل عليه هذا الكتاب؛ ليخوف به الخلق من عقوبات خالق السماوات والأرض وسخطه، فإنه الجبار الأعظم الذي إذا سخط عاقب العقوبة المهلكة المتصلة.
فبهذا يجب علينا أن نتأمل في معاني القرآن، ونعرف أوامر ربنا التي أمرنا بها فيه، ونواهيه التي نهانا عنها، ونخاف من هذا الإنذار والتهديد الذي أنزل هذا القرآن على الرسول ليفعله بمن لم يعمل بهذا القرآن العظيم.
فالإنسان يجب عليه أن يتدبر هذا القرآن العظيم وينظر أوامره وينظر نواهيه، ويعمل بما فيه من الحلال والحرام، فالحلال ما أحله الله في هذا الكتاب وبينته السنة الكريمة، والدين ما شرعه الله بأنه لا حكم إلا لله.
فكل الأحكام هي لله والتشريع لله والتحليل والتحريم لله، وقد أنزل علينا هذا الكتاب ليخوفنا إذا لم نعمل بما فيه من العبر والآيات؛ فنحل حلاله ونحرم حرامه ونعتقد عقائده، ونعمل بمحكمه ونؤمن بمتشابهه ونعتبر بما فيه من الأمثال.
وتلين قلوبنا لما فيه من المواعظ وضروب الأمثال، فهذا الإنذار لا ينبغي للمسلم أن يهمله ويعرض عنه صفحا.

line-bottom