(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
تفاسير سور من القرآن
74030 مشاهدة
معنى قوله: هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

...............................................................................


في قوله: هُدًى وَرَحْمَةً وجهان من الإعراب: أحدهما أنهما مصدران منكران حالان، والمصدر المنكر يقع حالا بكثرة. جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ في حال كونه هاديا وذا رحمة. وقال بعض العلماء: هما مفعولان من أجله، والمعنى: جئناهم بكتاب فصلناه، فصلناه لأجل هدى الناس ولأجل أن نرحم باتباعه الناس، وكلا الإعرابين له وجه من النظر.
ومعنى هُدًى جعلناه هذا القرآن. فَصَّلْنَاهُ حال كونه هاديا أو لأجل كونه هدى يهدي الناس إلى ما فيه صلاحهم من خير الدنيا والآخرة؛ فيبين لهم الخير في الدنيا والآخرة، ويأمرهم باتباعه ويبين لهم الشر في الدنيا والآخرة ويأمرهم باجتنابه.
وَرَحْمَةً يعني ومن سلكه واتبعه يرحمه الله جل وعلا، ويصلح له دينه ودنياه وقوله: لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ خص القوم المؤمنين لأنهم هم المنتفعون به كما بينا الآيات الدالة عليه في قوله هُدًى لِلْمُتَّقِينَ .
وقوله: هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وقوله: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ .