تفسير سورة الكهف
شرط الخضر لاصطحاب موسى
فعند ذلك قال لموسى اسم> رسم> إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قرآن> رسم> أي: لا تقدر أن تصبر على ما تراه من التصرفات، التصرفات التي تكون مخالفة لما هو ظاهر، إذا كان ذلك التصرف منكرا ظاهرا يستنكر في كل النفوس، ولكن للخضر اسم> عذر في هذه التصرفات، فلذلك عرف بأن موسى اسم> لا يصبر على ما يراه.
فعند ذلك قال موسى اسم> رسم> سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا قرآن> رسم> هكذا وعده بأنه يصبر، ولكن يكون ذلك بمشيئة الله، رد الأمر إلى مشيئة ربه لأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ما جزم وقال: سوف أصبر، بل قال: إن شاء الله رسم> سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا قرآن> رسم> أي: أصبر وأتحمل ما آراه، وما أنكره في الظاهر.
رسم> وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا قرآن> رسم> هكذا أيضا اعترف بأنه يطيع الخضر اسم> ولا يعصيه، إذا قال له افعل كذا وكذا.
فعند ذلك قال له وأرشده الخضر اسم> وقال: رسم> فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا قرآن> رسم> إذا اتبعتني، وفعلتُ شيئا، ورأيتَ شيئا مخالفا لما هو عليه الواقع، أو لما هو معروف عندك؛ فإياك أن تنكر، وإياك أن ترد هذا الأمر، وتقول: هذا منكر، أو هذا خلاف ما يعرفه ذوو الأفهام. اصبر، وتحمل، ولا تعجل بالإنكار، رسم> حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا قرآن> رسم> حتى أخبرك بالسبب الذي فعلتُ له ذلك الشيء، هكذا أمره، ولكن حكى الله تعالى عن موسى اسم> أنه لم يصبر على ما رآه مما هو خلاف لما يعلمه، ولِمَا ظهر له.
مسألة>