لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
تفسير سورة الكهف
46464 مشاهدة print word pdf
line-top
شرط الخضر لاصطحاب موسى

فعند ذلك قال لموسى إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا أي: لا تقدر أن تصبر على ما تراه من التصرفات، التصرفات التي تكون مخالفة لما هو ظاهر، إذا كان ذلك التصرف منكرا ظاهرا يستنكر في كل النفوس، ولكن للخضر عذر في هذه التصرفات، فلذلك عرف بأن موسى لا يصبر على ما يراه.
فعند ذلك قال موسى سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا هكذا وعده بأنه يصبر، ولكن يكون ذلك بمشيئة الله، رد الأمر إلى مشيئة ربه لأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ما جزم وقال: سوف أصبر، بل قال: إن شاء الله سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا أي: أصبر وأتحمل ما آراه، وما أنكره في الظاهر.
وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا هكذا أيضا اعترف بأنه يطيع الخضر ولا يعصيه، إذا قال له افعل كذا وكذا.
فعند ذلك قال له وأرشده الخضر وقال: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا إذا اتبعتني، وفعلتُ شيئا، ورأيتَ شيئا مخالفا لما هو عليه الواقع، أو لما هو معروف عندك؛ فإياك أن تنكر، وإياك أن ترد هذا الأمر، وتقول: هذا منكر، أو هذا خلاف ما يعرفه ذوو الأفهام. اصبر، وتحمل، ولا تعجل بالإنكار، حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا حتى أخبرك بالسبب الذي فعلتُ له ذلك الشيء، هكذا أمره، ولكن حكى الله تعالى عن موسى أنه لم يصبر على ما رآه مما هو خلاف لما يعلمه، ولِمَا ظهر له.

line-bottom